facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوطن أولا والقيادات أخيرا


جودت مناع/ لندن
21-06-2007 03:00 AM

حمى الاقتتال بين حركتي فتح وحماس في قطاع غزة الذي أسفر عن سيطرة الأخيرة على القطاع وما أعقبه من أعمال ضد حركة حماس تحديدا في الضفة الغربية وسيطرة (فتح) عليها كان "تتويجا" مشينا لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني على مدى العقود الأربعة منذ تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية لتحرير الأرض والإنسان. فحماس لا تشارك في هذه المنظمة.وبذلك فقد أغرقت الحركتان (فتح) و (حماس) مبادئ الحرية والديمقراطية التي طالما دافعنا عنها ووقفنا إلى جانبها في مستنقع مليء بالطمي لا يمكن له إلا أن يغيب حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية عن أجندة القوى القابضة على حرية المعذبين على الأرض كما لو كانت الشمس غابت عن العيون.
فحتى وقت ليس ببعيد دافع كثيرون عن الديمقراطية وأهمية احترام القرار الفلسطيني الذي أوصل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى السلطة لأنها انتخابات عادلة وديمقراطية مع اعتقادنا بأن إجراء انتخابات في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي أمر يبعث على السخرية وقد لام كثيرون (حماس) على قرارها خوض الانتخابات التشريعية لإغفالها واقع سياسيي، وأيديولوجيي، إقليمي ودولي لا يتيح تطبيق برنامجها السياسي في هذه المرحلة وبذلك سقطت في الفخ الذي نصبته نظرية المؤامرة الأمريكية – الإسرائيلية التي خططت لاقتياد الحركة إلى هذه الانتخابات.
ندرك المخاوف الوطنية والأخطار الأمنية التي تحيق بحركة (حماس) التي أكسبتها تعاطفا وموقفا مناهضا ضد مدبري تلك المؤامرات التي تحاك ضد الحركة من عناصر محسوبة على حركة (فتح) لا تمت للوطنية بشيء ولا يملكون صوتا واحدا إلى جانبهم لكن مؤامرة السيطرة على مقار قوات السلطة الفلسطينية في قطاع غزة أكبر من كل المؤامرات ويطرح تساؤلات وجدل غير مسبوق.
فبعض الأخطاء التي وقعت فيها حركة (فتح) في السابق هي الأخطاء ذاتها التي تمارسها (حماس) اليوم. فبعد توقيع اتفاق أوسلو .. تسلمت الشرطة الفلسطينية بعض المواقع المحتلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي دون اتصال جغرافي.
في تلك الفترة استحوذت غالبية الوظائف والمراكز الأمنية في السلطة الفلسطينية على عناصر من حركة (فتح) وهو خطأ تاريخي أغفل عن قصد. وهذه (حماس) تمارس الفكرة ذاتها ..لذلك فإن مشكلة أكبر منظمتين فلسطينيتين هي الجموح والاستسلام لرغبة السيطرة الكامنة في أذهان الطرفين وهذا ما لم تقبله الأمة لأن تحييد الأمن وبعد التجربة المريرة غير مطروح للمساومة.
وللتاريخ أكتب وللإنصاف .. قبل 12 عاما كنت في حضرة الرئيس الراحل ياسر عرفات برفقة عدد من صحفيين فلسطينيين بادروا للقائه في غزة بعد قيام عناصر مسلحة من حركة (حماس) بمهاجمة مراكز ومقار الشرطة الفلسطينية آنذاك .. كانت حصيلة ذلك سقوط نحو 14 فلسطينيا في تلك المواجهات.
قال الرئيس عرفات باللغة العامية: "إيه يا اخواني .. نسيبهم يقتحموا مؤسساتنا ومراكز قواتنا؟ ..ده خط أحمر لا يمكن أن نسمح به حتى لو سقط ميه مش 14!". فلو كان أفراد الشرطة لا يجندون وفقا لهويتهم السياسية لما حدث ذلك.
بعد تلك الأحداث الدامية قبل 12 عاما تأخذنا حركة (حماس) إلى المربع ذاته في زمن تراجعت فيه القيم والأخلاق الوطنية وتعاظمت فيه معاداة الديمقراطية والحرية وفرض حصار جائر دون أن تصون عهد الأمة التي أتت بها إلى دفة الحكم على نحو ديمقراطي .. وعلى نفس الأرض يسقط المئات من طرفي الاقتتال ضحايا للعنف الأعمى وتداس كرامة الإنسان الفلسطيني ووطنيته على أرض لم تزهو بعد وفي مجتمع يخضع لسيطرة احتلال عنصري غير مسبوق.
لذلك فإن أحداث غزة وما أعقبها من عمليات دامية في يونيو 2007 من احتلال بالقوة المسلحة وتدمير مؤسسات وحرق ممتلكات حتى وصل بعضهم لحرق بيوت صحافيين وأسرى مناضلين شكلت منعطفا ركنت عليه صدمة أصابت الجميع. أليس ذلك نهجا ينم عن خرق لقواعد ومبادئ أخلاقية وطنية من قبل مجموعات عبثت بمكونات النفس وبإخلاصها الوطني؟
قد يعتقد البعض بأن هذه وسطية.. لكن ما يجري تكرار هو لأخطاء ارتكبت في الماضي كان بعض الفلسطينيين طرفا بها في بلدان مجاورة ثم انتقلت هذه الظاهرة إلى الوطن المحتل قادتها العناصر ذاتها دون إسناد شعبي فكانت طامة كبرى وعقبات وضعت على طريق التحرير واجتثاث إرهاب الاحتلال.
إن الجرح كبير والألم عميق في جسد واحد في هذه المرحلة البالغة الحساسية وعليه لا يمكن القبول بحل وسط أو الاصطفاف مع أطراف لم تسمع لكل المبادرات وتسهب في تجاوز حدود الخطيئة فليس هناك خطيئة أكبر من أن يقتل المقاتل أخيه المقاتل وهو ما لم نعهده في الداخل بل سمعنا عنه في الخارج وكأن الأمر بات تقليدا في قيم الأمة.
أما الحديث عن اتخاذ خطوات من قبل هذا الطرف أو ذاك وبمساندة هذه الدولة أو تلك سيزيد الطين بلة فلا أموال أمريكية أو إيرانية تضع حدا لكارثة نعيشها ولا تصريحات ووعود ضبابية تطلقها الولايات المتحدة أو رنانة تطلقها إيران تعيد الأرض لأصحابها وللشعب حريته ولنترك الاصطفاف والاستقطاب وندع على أجندتنا الوطن أولا والقيادات أخيرا.
لقد قلبت هذه الأحداث واقعنا بحيث غدا نهارنا حلما وتحول نومنا في الليل إلى واقع ولن يتبدل أمرنا إلا بالنأي عن هذه الأعمال المشينة وبمحاسبة المجموعات المتناحرة على أفعالها لأن التغاضي عن ذلك لن يضع حدا لهذا التناحر والتطاول على الفلسطينيين في الوطن والشتات بسبب انهيار الثوابت الوطنية.
إن الجميع أمام مسؤولية تاريخية وكبيرة لذلك يجب الترفع عن كبرياء وتاريخ زائف أو الاعتزاز بإنجاز مذل حاضر والالتزام بثقافة المقاومة حتى تحرير الأرض والإنسان وفي مقدمتها الاعتذار للأمة.
لذلك.. فإن المطلوب هو التسلح بالديمقراطية الوطنية التي تغضب أعداء الأمة وليس اتخاذ قرارات، كرد فعل على ما حصل، من شأنها زيادة الصدع في الحركة الوطنية الفلسطينية وإن أفضل الخيارات هو استفتاء الشعب على المصالحة الوطنية على أرض واحدة موحدة لأن الشعب الذي لن يسمح بقهر الديمقراطية وهو براء مما حصل.
Jawdat_manna@yahoo.co.uk





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :