facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إبراهيم العجلوني .. مشروع فكري أصيل


09-08-2021 09:47 AM

* ندوة حول كتابه "نظرات في الواقع الثقافي الأردني"

عمون - من إبراهيم السواعير - الكاتب الزميل إبراهيم العجلوني، صاحب مشروع فكري أصيل، أثرى جمهوره بمقالات انتظمت في "الرأي" سنوات طويلة، وهو إلى ذلك شاعر وله رؤى نقديّة لافتة، ومهتمٌّ جداً بألّا ينسى الشباب حضارتهم العربيّة الإسلاميّة في ما ينشأون عليه، وذلك ما كانت شذراته تعالجه، وهي تعيدنا قبل الألفية وما بعدها، حتى تقاعده الوظيفي، إلى عهد السجالات الفكريّة وتبادل الرؤى والأفكار ومنح العقل العربي مساحة من التفكير في كينونة العرب وحاضرهم ومستقبلهم المملوء بالمشاقّ والتحديات.

كان إبراهيم العجلوني قارئاً نهماً ودؤوب البحث، في عقود لم تكن فيها المعلومة الإلكترونيّة حاضرة ووسائل البحث عن الأعلام والشخصيات والكتب متوفّرة، فقد كانت المجلات العربية وأعلام الثقافة والفكر على حضور يومي بين أيدي المثقفين والأكاديميين والمبشرين بحياة فكرية جديدة وقارئي المشهد بين الأصالة والمعاصرة، لذلك وجد العجلوني في هذه الكنوز ما يتسلّح به وما يغني ذائقته اللغوية التي فُطِر عليها، ويجعلها تصل حدّ الإبهار في تكثيفها ومعناها وصورها الجميلة، فقد كان أديباً قديراً ومفكّراً لا يمكن أن يُنسى، ولذلك كان الاحتفاء بكتابه "نظرات في الواقع الثقافي العربي"، في المركز الثقافي الملكي شيئاً من ردّ الجميل لهذه الشخصيّة، في قراءة أفكاره ومناقشتها بين الأمس واليوم.

40 عاماً

النشاط الثقافي جاء تحت عنوان"كاتب وكتاب"، ضمن نشاط متواصل يقوم به المركز الثقافي الملكي، في استضافة مفكرين والاحتفاء بمنتوجاتهم والتذكير بها، ومع أنّ الجمهور الثقافي دائماً ما يعاني من قلّةٍ في الحضور وغربة في الاجتماع، إلا أنّ العجلوني عبّر عن امتنانه لحضور أصدقائه ومعتنقي أفكاره وتلاميذه، وهم يناقشون كتابه بمحبّة وفرحة بجوهر السّفر الذي ألّفه قبل أربعين عاماً وطبع قبل عشر سنوات، وظلّ يحمل رؤى جديرةً بأن يُنتبه إليها وتقرأ بعين معاصرة لا تقطع مع الأصيل أو تحاربه أو تعمل على أن تنفيه.

تناول النقاش، الذي شارك فيه الدكتور يوسف ربابعة والدكتور زياد أبو لبن ومدير المركز الثقافي الملكي الدكتور سالم الدهام، محاور، وكوكبة مستنيرة من أهل الفكر والثقافة، مواضيع العرب والعروبة، واللغة العربية، وأزمة النقد الأدبي والإبداع، وعقدة الاضطهاد بين الشباب والشيوخ في رابطة الكتاب والهيئات الثقافية، وغياب الأكاديميين عن المشهد الثقافي، وإرادة الوعي، والصحافة الأدبية، ومفكري العرب والغرب، والتراث العربي الإسلامي وشخصيات مهمّة، ومواضيع متصلة كثيرة.

طه حسين والعقاد

الدكتور الدهام أكّد حضورالعجلوني ونصاعة فكره وجميل لغته، وقرأ ثوابته في النظر إلى اللغة العربيّة والمشروع الطويل الذي يحمله على مستوى الفكر، كما طوّف الدكتور زياد أبو لبن بالكتاب مبدياً رؤيته لمحاوره في تعدد الأزمنة وحلول متغيرات جديدة وأفكار يمكن قراءتها بالروح ذاتها التي كتب بها العجلوني أفكاره، متحدثاً عن استنارة الفكر لديه، وكون العجلوني علامة فارقة بين مجايليه يأسر القارئ أو المتلقي بفكره ولسانه، معرّفاً بأبواب الكتاب وفصوله واهتمام العجلوني بالمفكر والفيلسوف سحبان خليفات رحمه الله الذي كتب مقدّمة الكتاب، كما قرأ أبو لبن ثقافة العصر بين الانبهار والانغلاق ورؤية المؤلف فيها، ونقده لاضطراب المنطق في تفكيرنا، ونقده كذلك لمفكرين أخذهم التشنّج والانغلاق، وتنبيهه على أنّ كلّ جديد ليس بالضرورة أن يكون حسناً، فما بين الجهل المطلق والتهويم الحالم نعاني من مثقفين وكتاب ينسون تراثهم ويزهدون به استجابةً للجديد، متوقّفاً عند فكر العقّاد وإعجاب العجلوني بأفكاره وترويجها للناشئة والشباب وفي عراكه مع المفكرين، أمّا نظرة العجلوني إلى الصحافة الأدبيّة، فهي كما نقل الدكتور أبو لبن تضيق فيها دائرة الإبداع والأصالة بعيداً عن تحديات الفكر الجاد، وفي هذا الجانب ينتقد أبو لبن هذه الوجبات السريعة على وسائل التواصل الاجتماعي وعدم التدبّر أو القراءة المنصفة للتراث.

وفي موضوع اللغة شرح أبو لبن أنّ الغرب سُحروا بلغتنا العربية في حين زهدنا بها نحن وفضّلنا غيرها عليها، فهي لغة شريفة وكثيراً ما تُعزل عن استيعاب العلوم، كما عرض أبو لبن لمحور عالجه العجلوني يتعلّق بحدّي المزاجيّة والعلميّة، وتعريف التراث وهل هو تركة ثقيلة، حشد العجلوني فيها لآراء متعددة، مثل رأي أحمد أمين، وزكي نجيب محمود، لنذهب في رحلة الكتاب إلى قضيّة فلسفيّة تتعلّق بحريّة الإنسان وما يكبّل فكره وعقله من أصفاد، وتميّز المفكّر المؤمن صاحب العقيدة بأنّ له قيمتين فكريّة وأخلاقيّة، على ما بين القيمتين من تناقض لدى كثيرين. وعودةً على العقاد من منظور حديث الدكتور زياد أبو لبن، فإنّ العجلوني كان يمجّد محمود عباس العقّاد كأعظم عقل، وكشخصيّة لها مكانة مرموقة في الفكر العربي الحديث، كما يحتفي العجلوني بكتاب"جنّة الشوك" لطه حسين، مدافعاً عنه ونافياً ما وصف به من إلحادٍ أو كفر، كما يذكر أبو لبن من محاور كتاب العجلوني دعوته إلى مسرح عربي إسلامي وأطر فكرية عريضة ليأخذ مسرحنا دوره في هذه الحياة وينطلق من أفكارنا بكلّ مضامينها دون أن يسلوها أو يترحّم عليها، وفي جانب النقد الأدبي كان العجلوني يرى أنّ الذوق والعمق والأصالة مكونين مهمّين للنقد، مثلما كان يدرك فوضىً في المصطلحات، التي تشرّبها النقّاد، من مثل "اللاوعي" و"اللاشعور"، مقترحاً العقل الباطن بدلاً من اللاوعي على سبيل المثال، وهكذا كان العجلوني ينتقد تردّي الفكر العربي في مجمله، وحتى في شعره، من خلال ما كانت المطابع تلقي به في وجوهنا من مؤلفات.

الأمس واليوم..

بعد هذه الرحلة في كتاب العجلوني "نظرات في الواقع الثقافي الأردني"، استضيف الدكتور يوسف ربابعة للتعليق على الكتاب ومضمونه، مؤكّداً حضور العجلوني ومنجزه الفكري ودأبه في مشروعه، لكنّه رأى أنّ ما جرى قبل أربعين عاماً مثلاً ليس بالضرورة أن يكون هو نفسه اليوم، فالزمن أصبح عاملاً مهمّاً والفكر الإنساني يعيش جدلاً، على اعتبار أنّ الفكر إنّما يعبّر في النهاية عن ضمير العالم، ناقلاً كلّ هذه الصراعات وضمير الفكر والإبداع، ومنتقلاً إلى جدليّة طرحت أثناء الحديث عن محاور الكتاب، وهي التحديث والتراث؛ فهل نأخذ منه أم نكون على قطيعةٍ معه؟!.. كما تساءل ربابعة عن كيفيّة الإفادة من التراث أو الماضي، مناقشاً أزمة المعرفة اليوم عند الشباب.

كان نقاش اللغة وأهميّتها غالباً ما يكون بتشنّج من المتحمسين لها أو المنفتحين لسواها، كما رأى الدكتور ربابعة الذي وجد أنّنا يجب ألا نتبنى أفكاراً معيّنة، كأن نقول إنّ اللغة العربية سهلة أو صعبة، ومن ذلك انطلق ليتحدث عن الصراع بين العاميّات والفصحى وهذه الحرب المفتعلة، مؤكّداً في النهاية أنّ اللغة هي مسألة عروبة، وأنّ علينا أن نقوم بعمل مقاربة بين الأزمان وبيننا وبين الآخر، أمّا محنة النقد، فقد رأى ربابعة أنّ النقد ليس انطباعياً، بل هو معياري، مؤكّداً دور الجامعات في ذلك، وراجياً عدم التطاول على النقد في ما نقرأ ونسمع به هذه الأيّام.

مفكر مستنير..

الجولة الثقافية في الكتاب، خلصت إلى نتيجة أنّ الزميل العجلوني في عطائه المستمرّ تحسب له ريادته وثباته على مواقفه واهتمامه بحاضر العرب وماضيهم وغدهم، وكلّ ما كان يكتبه كان لافتات أو تأشيرات على طريق المشروع الثقافي الكبير، فهو في النهاية يورد هذه المحاور وغيرها في ما ألّف وكتب، كركائز في عمل طويل لا يتحدد بزمن، مؤكّداً قيمة اللقاءات الفكريّة والحوارات الأدبيّة والثقافية بقوله: "مغتبطٌ بهذا النهج، وعسى أن تضطرد مثل هذه اللقاءات والحوارات، وقد صدر الكتاب قبل اثنين وأربعين عاماً وفيه مواد نُشرت عام واحدٍ وسبعين، أي قبل خمسين عاماً، وفي هذا الكتاب ثمّة أجنّة لما كبر من الأفكار والتأملات، وانبسَطَ على ذلك ثلاثةٌ وأربعون كتاباً".

ليكشف العجلوني عن كتابه الجديد "قطوف غير دانية"، وحواره مع صديق عاقل ونقده المذهب الوجودي وشخصيّة ماركس في مواضيع عديدة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :