facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مدارس الروابي .. بعض من الأردن


بهاء الدين صوالحة
14-08-2021 09:47 PM

بعيداً عن حالة الإقصاء والإنكار التي يسعى البعض لفرضها على واقعنا؛ إلا أن مسلسل #مدرسة_الروابي قدّم رؤية فنية مُعتبرة وأشار إلى العديد من نقاط الخلل التي يعاني منها مجتمعنا .. ليضعنا في مواجهة مع المرآة التي يرفض البعض خوضها تحت ذريعة "هذا ليس الأردن!" .. وكأن "أم الكروم" وحده من يختزل قصة الأردن وسرديته، ويتولى مهام الناطق الحصري لإرهاصاته المجتمعية، دون الاعتراف بأن عدم المعرفة بالشيء لا ينفي وجوده، وعدم ائتلاف الشيء لا يمنح الحق بنكرانه، وعدم الانتماء لفئة أو طبقة أو الانسجام مع طبائعها لا يعني نكران وجودها تحت عنوان "هذول مش منا"، فمن في المسلسل نراهم ونشاهدهم ونجالسهم في مقاهينا، ومطاعمنا، وأسواقنا وأعمالنا وشوارعنا وجزء لا يتجزأ من مكون ديموغرافيتنا "إحنا كلنا"!

المفارقة الغريبة في ردود الأفعال حيال المسلسل، أن المسلسل والقائمين عليه قد وجدوا أنفسهم أمسوا تحت وقع "التنمّر" الذي سعوا إلى تسليط الضوء عليه من خلال فكرة النص، أمام فئة من المجتمع تأبى التحرر من رؤيتها المتبلّدة، وديكتاتورية أحاديتها، وتتمتع بقدرة عجيبة على "القولبة" وخوض لعبة التصنيفات والاستئثار بالحقيقة، بل وتمتلك رصيداً وافراً وجاهزاً من الانطباعات التي لا ترى حاجة لقراءة أو متابعة "العمل" حتمية مسبقة للحكم عليه!

أقف اليوم إلى جانب "المسلسل" رغم ما شابه في النص والأداء والإخراج، لأنني أؤمن بأن أي إنتاج إبداعي في الأردن فنياً أو أدبياً هو بمثابة مخاض عسير ومستعصٍ، وأن ولادته وإخراجه إلى حيّز الوجود بمثابة بطولة تستحق الإشادة حتى وإن اختلفنا مع بعض تفاصيلها.

بالمضمون؛ المسلسل دخل إلى غرف نوم بناتنا، واقتحم الزوايا الضيقة وما يدور فيها و "تنصّت" على الأحاديث والممارسات الخفية الدائرة خلف الجدران. نبش أدراج خزائنهن الخاصة جداً، وتصفّح عنوة دفاتر يومياتهن وقرأ سيناريو أفكارهن بل واستمع إلى نبض مشاعرهن ورغباتهن واسترق النظر إلى حماقاتهن ومغامراتهن غير المحسوبة، لينقلها دون رتوش حتى وإن بدا بعضها للبعض "خادش" ومنزوع الحياء، لكنها صدمة "المرة الأولى" في مجتمع اعتاد على الطبطبة وتغليف كل ما هو حوله بالسولوفان، والغارق بمثالية "إحنا أحسن شعب في الدنيا"!

لم يوفّر جهداً في إعادة التلويح بلعنة "الموبايل" والانغماس الأعمى بوسائل التواصل الاجتماعي، وحالة انعدام الوزن التي يعاني منها أبناؤنا وبناتنا أمام جاذبية هذه العوالم، ناقلاً صور عن آلام الكثيرين ممن كانوا ضحية الإستغلال.

تجرّأ وتعرّض إلى عالم المدارس الخاصة لينزع الغطاء عن زيف "أبهة" بعضها كاشفاً حقيقة ما يدور بها من تجاوزات بل وكوارث سلوكية وأخلاقية "بتواطؤ" من مافياتها المستسلمين لشهوة جني الأرباح من ناحية وسطوة نفوذ الذوات من بعض أولياء الأمور وإن على حساب رسالة التعليم الأساسية، فكل من له صلة مباشرة أو غير مباشرة بتلك المدارس يعلم أن ما قُدّم في المسلسل يكاد يكون "جرعة مخففة" عن واقع بيئة تلك المدارس فما خفي أعظم بكثير ...

بيد أن الفكرة الرئيسة التي خلص إليها المسلسل: "إبحث عن العائلة"، عودوا إلى بناء خطوط الإتصال مع أبنائكم، إستمعوا إليهم جيداً وشاركوهم تحوّلاتهم، وكونوا على مقربة من آهاتهم وتفهمّوا احتياجاتهم. لامسوا أوجاعهم ولا تتركوهم وحدهم "يثأرون" لانكساراتهم حتى لا تتفاقم خساراتهم فيفقدون أجمل ما فيهم ...

فنياً؛ صورة بصرية نضرة عرضها المسلسل لضواحي الجميلة "عمّان" وشوارعها وتفاصيل بيوتاتها عبر عدسة إبداعية جديرة بالتقدير، في حين حرّض المسلسل من جديد القدرات الهائلة للمبدعات #نادرةعمران و #ريمسعادة، وأتاح أمامنا تلقائية جميلة وصادقة للفنانات الصاعدات من الصبايا بينما لم يفارق التألق والتقمّص اللا متناهي المبدعة دوماً #ركين_سعد.

أخيراً .. برافو بملء الفم للمبدعات #تيماالشوملي و #شيرينكمال، ولفريق العمل على هذه التجربة بما لها وما عليها، وتحية لكل صوت أو فعل يقول ويقدّم ما هو مختلف ويقف وحيداً في مواجهة تنمّر "نحن ولا أحد غيرنا"!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :