facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإبداع أولاً


فيصل الزعبي
23-06-2007 03:00 AM

(كم أتمنى تغيير إسم الرابطة ، وذلك لفقدان الروابط الفنية بين أعضاءها ، ولكثرة الروابط الفيزيائية فيما بينهم ، فقد أصبحت تربط الأعضاء أكثر من أن تفك عقدهم )كنت حيادياً وأنا أحضر إنتخابات رابطة الكتاب، لم أفرح لمن فاز ولم أغضب لمن لم يحالفه الفوز ، أقول الفوز وليس النجاح ، فالكاتب ينجح بما ينتجه من إبداع ، أما إدارة الرابطة ، فهو عمل غير إبداعي ، بما للإبداع من مكانة في فن الكتابة .

بعد ذلك تعجبت مرتين
المرة الأولى : الفرح العارم الممزوج بالنصر العظيم للفوز ، كان يظهر ذلك على
فرائص الناجحين من الكتلة الفائزة ، القُبل الكبيرة ، وارتجاف الشفاه
والشد على الأيدي ، والغمز بالعيون وإرتفاع شارات النصر
بالأصابع المنفرجة .

قلت لنفسي ( ياحرام الأردنيون مساكين يفروحون لصغائر الأمور ،
وبالوقت ذاته يغضبون ويحمقون لذات الصغائر) أي شيء يرضيهم
وأي شيء يغضبهم ، وهذا مانطبق على الكتلة الأخرى التي لم يحالفها
الفوز العظيم .

المرة الثانية : الغضب الكظيم الذي غطى الوجوه والقلوب ، لمن لم يفزوا ، وكأنك
ترى وتسمع لسان حالهم يقول ( راحت الرابطة ) الشعور بالهزيمة
الموجع ، والشعور بالإحباط تأبط كل من لم ينجح وكذا من مؤيديه .

لست عضواً في الرابطة بقدر ماأنا إبنها ، منذ تأسيسها الذي كان واجب وطني آنذاك وإلى اليوم وأنا أتابع إنتخاباتها ونشاطاتها ، شابت الرؤوس وانحنت الظهور وتغيرت السحن و الأشكال ، ودخلها شبان جدد ، ولكني لم أر شيئاً في داخل الرؤوس قد تغير ، ولم أر إبداعات خارقة قد ظهرت ولم ألاحظ مدرسة نقدية أو كتابية قد تجلَّت ، مازالت الأصوات المبحوحة هي هي ، هؤلاء عملاء وأولاءك عصابيين ، كلٌ يشي الآخر .
نعرف ملفاتهم واحداً واحداً ، كلٌ يشي الآخر ، منذ متى صار وطنياً ، ومنذ متى صار كاتباً ، نعرف الجهات التي تقف وراءهم ، أَدخلوا لنا أُناس ليس لهم علاقة بالكتابة إلى الرابطة، كلُ يصف الآخر .
مايعجبني في الرابطة شيء واحد على الأقل ، بأنها عينة ممتازة للبحث والدراسة والتشخيص ، فمن خلالها تستطيع فهم :

ـ نمط تفكير الشعب الأردني بمجمله ، ( من الهبيلة حتى الفهلوي مروراً بالصادقين الجديين) الذين لاتكاد تراهم إلاَّ بحيادية مُعقدة .
ـ نمط تفكير المعارضين ( وليس المعارضة تماماً ).
ـ نمط تفكير الإدعاء بالديمقراطية . وهذا لا يعني بأن ليس هناك من يتحلى بالفهم
الديمقرطي وهم أيضاً ندرة .
ـ نمط فهم ( فكرة التحالفات ) وهي على العموم تحالفات وهمية تقوم على الشللية
والحسابات الضيقة المُعتمدة على قصر النظر والمدى.
ـ حراك كوميدي بين ( قوى ) الرابطة الوهمية ، كأن يتبنى هذا شعار ذاك ، وذاك
يتبنى شعار هذا ، وهذا يضع شعاراً لصد التهمة وليس لتبني ذلك الشعار ، وذاك
يتبنى ذات الفعل .
ـ كل شيء جائز ولوكان في الكواليس ، التهم جاهزة ومُفصلة ، وكثير منهم يدعي الإثبات على الآخر بما لديه من حقائق ،مع أنه يختلق كل ما يدعيه
ـ باختصار كل شيء حاضر إلاَّ فكرة الإبداع ،

( الرابطة للجميع) ، وانا لا اعرف ماذا تعني كلمة الجميع .
( نحو تعميق الفكر القومي في الثقافة العربية ) ، شعار كوميدي مغلوط ، من الممكن أن نقول ( نحو تعميق الفكر القومي العربي في الثقافة ) أو نقول ( تخفيف الفكر القومي في الثقافة العربية ) فالثقافة ليست فقط عربية فهي فعل كوني معرفي ، لا علاقة له بالأجناس والأوطان بما لشموليتها من معنى .
ناهيك عن شعار الكرامة والعيش الكريم ، شعار ينطبق على الأوادم والحيوانات والأشجار ، كرامة المُبدع بما يجترحه من إبداع ، يقول رسول حمزاتوف ( لا يلزم الكاتب إلاَّ ورقة وقلم ) فالكرامة مرتبطة بفرديته كما هو إبداعه ، أما العيش الكريم هو نضال سياسي مركب ينخرط فيه المبدع مع طبقات وفئات إجتماعية يعرفونها الكتّاب جيداً .

المحصلة : لا التيار الديمقراطي ضد عودة القدس ولا تيار القدس ضد الديمقراطية .
تسميتان لا معنى لهما لتيارين متصارعين( لاحظوا كيف حصل رئيس الأقلية الناجحة على أكثرية الأصوات ولم يحصل رئيس الأكثرية الناجحة على أكثر الأصوات ) .

ختاماً
هناك فكرة فنتازية ( آه لو ينتخبوا القراء ، وأقصد قرّاء هؤلاء الكتّاب )
لكان الحضور شبه معدوم كما هي ندوات الرابطة ، ولنجح غير ما نجح . وأردن
( ياحبة عيني )





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :