facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الخوف او فجوة الثقة


طاهر العدوان
21-06-2010 04:29 AM

اتمنى; مثل غيري من الاردنيين المهتمين بمتابعة الشأن العام, ان تنجح الحكومة في اجراء انتخابات حرّة ونزيهة. وبالنسبة لي وللكثيرين غيري ليس مهما ان ينجح فلان او الحزب الفلاني ويسقط الآخرون, فنحن لا ننتمي الى احزاب معارضة ولسنا في تيار يساري او يميني او وسطي. فاذا وجهنا نقدا او قدمنا نصيحة على هامش العملية الانتخابية فان هدفنا هو عزّة هذا البلد ورفعة شأنه وقوته وازدهاره انطلاقا من فهم انساني حضاري بان الديمقراطية والحريات العامة افضل للشعب والدولة, وفيها ضمانة الامن والاستقرار القائم على الثقة المتبادلة بين الحكام والمحكومين وليس مع الخوف واستلاب الحريات وقمع الرأي العام.

اذا ارادت الحكومة, ووسائل اعلامها والناطقون باسمها وباسم الانتخابات العتيدة ان تقنع الشعب بنزاهة العملية الانتخابية المقبلة, فان اول الطريق هو ردم هوة الخوف بين الناس وبين ممارسة السياسة وفتح المنابر امام الرأي الآخر بكل حرية وبلا قيود غير قيود الدستور والقانون.

وفي قراءة لاستطلاعات مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية منذ 11 عاما, نجد ان عامل الخوف له مكانة كبيرة في تفكير الاردنيين عند "ممارسة نقد الحكومات". في استطلاع عام ,1999 افاد 70 في المئة بانهم "لا يستطيعون انتقاد الحكومة او الاختلاف معها في الرأي خوفا من تعرضهم وافراد عائلاتهم لعواقب امنية او معيشية".

هذه النسبة كانت حوالي 83 بالمئة في استطلاع عام ,2003 و 80 بالمئة في عام ,2004 و 78 بالمئة في عام ,2005 وحوالي 75 بالمئة في عام 2006 و 78 بالمئة في عام .2007 و 74 بالمئة في عام 2009 وهذه نسب كبيرة وخطيرة لا يمكن علاجها بحملة اعلامية للترويج للنزاهة, تقوم بها الحكومة او ممثلوها الاعلاميون.

ما يردم فجوة الثقة, هو ازالة الخوف عند المواطنين وفي صفوف فعاليات المجتمع ووسائل الاعلام والصحافة لدى ممارسة نقد الحكومة والتعبير عن رأي مخالف لسياساتها. فالحكومة هي من يمسك السلطة وينفذ البرامج المختلفة من اقتصادية ومالية وتربوية الى السياسة الداخلية والخارجية, وفي كل مرة تعقد فيها انتخابات, في اي بلد ديمقراطي او فيه هامش واسع او ضيق من الديمقراطية. فانها تقعد لسماع رأي التيارات الحزبية والشعبية والمجتمعية في السياسة الحكومية. ومفهوم الانتخابات عمليا هو عملية التصويت بحرية على هذه السياسات او رفضها, والاّ لماذا الانتخابات? مع التنويه, بان وسيلة ممارسة الحرية الانتخابية, هي الاعلام وحرية التعبير والرأي والتجمع.. الخ.

الطريق الى ازالة الخوف, لا يكون بسياسة احتلال المنابر العامة من قبل الحكومة ورفع شعار النزاهة, ولكن بفتح هذه المنابر للقوى والشخصيات جميعها التي تسعى لخوض الانتخابات وادخال الرأي العام في مناخ من الجدل الوطني حول كل صغيرة وكبيرة في شؤون الدولة ورسم معالم المستقبل. من دون خلق مثل هذا المناخ فان الشعور بالخوف سيظل سائدا بين الاردنيين وهو عمليا المسؤول عن مفردات "الكوارث" الانتخابية السائدة, وحيثما يغيب الاعلام الحر المفتوح للجميع والحملات الانتخابية القائمة على تصارع البرامج وتنافس الاراء, فان النزاهة تبقى في الظل.

واعني بالكوارث, التي لا تكون الانتخابات حرة من دون ازالتها مثل تلك القناعات الصعبة الراسخة في الوعي العام. بان "كل شيء مرسوم" وان تدخّل الدولة واجهزتها هو الحاسم والمقرر وليس جمهور الناخبين وصناديق الاقتراع. اضافة الى فقدان الثقة بالمجلس النيابي, واستمرار الاعتقاد بأن المسألة الحاسمة بالنسبة للناخب هي بيع صوته بالمال او لمن يمنحه الوعود لتنفيذ بعض مطالبه الشخصية.

من دون حوار اعلامي وجدل انتخابي في كل صحيفة ووسيلة اعلام او تجمع وفعالية ومنتدى انتخابي, يرى فيها الجمهور كل يوم اشخاصا متنافسين على شاشة تلفازهم الوطني ويقرأون تصريحات واراء جريئة في النقد والتعبير عن الرأي الآخر فان الخوف سيجعل النزاهة اسيرة "الوضع الراهن" الذي لم يطرأ عليه بالفعل اي تغيير منذ احد عشر عاماً.

taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :