facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكل في الهم شرق


طاهر العدوان
24-06-2010 01:29 PM

بداية; يجب التفريق بين الشعب الكردي, الذي يتوزع في عدة دول هي تركيا والعراق وايران وسورية, وبين احزاب وقيادات كردية بعضها رسّخ وجوده في اقليم كردستان العراقي, وآخرون يتمثلون بفصيل من حزب العمال الكردستاني في تركيا.

الاكراد جزء عريق واصيل من تاريخ الاسلام والمنطقة, ولا جدال بأن ما يحق للشعوب يحق للاكراد من حقوق وطنية وانسانية, لكن نسبة كبيرة من معاناة الاكراد وفشلهم في تحقيق مطالبهم العادلة تعود الى اخطاء استراتيجية قاتلة ارتكبتها قيادات كردية نصبت نفسها مدافعا عن الشعب. من هذه الاخطاء الاعتماد التاريخي على اسلوب الاستنجاد بالاجنبي, ضد الدول التي تضم اكرادا. كان هذا في ايام الاتحاد السوفييتي والشيوعية العالمية, وظل قائما في ظل الحروب والغزوات والحصارات الامريكية على العراق.

وحتى مثل هذا (الاستنجاد) بالاجنبي, قد يكون مستوعبا ومفهوما في واقع منطقة من تقاليد حكامها وحكوماتها اللجوء الى الشرق مرة والى الغرب مرات لا تعد ولا تحصى من اجل الحفاظ على الانظمة او الصمود بوجه التيارات القومية التي نادت بالوحدة والتحرر من الاستعمار والامبريالية.

هذا شيء لا تنفرد به الاحزاب الكردية وقياداتها, لكن ما هو غير مستوعب او مفهوم (التعاون) مع اسرائيل لضرب مصالح شعوب المنطقة, من عربية وتركية وايرانية, تعاون كان حتى ماض قريب مجرد شهادات ووثائق تنشر هنا وهناك, لكنه اصبح منذ احتلال امريكا للعراق سياسات امنية وعسكرية ضد الدول العربية والاسلامية, وهو ما يتعارض مع تاريخ الاكراد المشرّف ويمّس عقيدة الشعب الكردي بالصميم, التي لا يمكن ان يكون له موقف مغاير لموقف الشعوب العربية والاسلامية من اسرائيل, التي تعتدي على القدس وتعمل على تهويدها القدس التي اطلق عليها الناصر صلاح الدين الايوبي لقب "درّة خاتم الاسلام" في احدى رسائله الى الخليفة العباسي في بغداد, فيما كان هذا القائد الاسلامي الكردي يجهز الجيوش ويعد العدّة لتحريرها.

حتى نهاية العام المقبل ستنسحب القوات الامريكية من العراق, وهي في طريقها الى الرحيل من افغانستان. وهذا حدث له دلالاته الاستراتيجية العميقة, التي يفترض ان يقف امامها القادة الاكراد لتغيير وجهتهم ببناء علاقة صحيحة تنبع من علاقات الجوار والانتماء التاريخي والجغرافي بدل الاعتماد على الدعم الاجنبي, هؤلاء القادة الذين بدل ان يغيّروا مواقفهم من اسرائيل على ايقاع التحولات التركية العظيمة ضد هذا السرطان الامبريالي الخطير الجاثم على ارض فلسطين, نرى انهم يسارعون بالالتحاق بمخططات اسرائيل واصدقاء اللوبي الصهيوني في واشنطن للضغط على حكومة اردوغان بتصعيد العمليات العسكرية التي تنطلق من كردستان العراق و من دوائر حزب العمال الكردي.

هذا الوقوع الكردي, الرسمي والحزبي, النشاز على مستوى العلاقات مع اسرائيل, لا يمكن ان يستمر, او ان يكتسب شرعية من الشعب الكردي تحت اية شعار. فالانتماء الحقيقي لهذا الشعب الاصيل هو لتاريخه وعقيدته. اللذين جعلا من رموزه على مر العصور الاسلامية أعلاما بارزين لهم مكانتهم المكللة بالفخار والاحترام في ذاكرة الامة. مما جعل الشعب الكردي في كل عهد وزمان جزءا من قلب التاريخ الاسلامي, اما اضطهادهم على ايدي الديكتاتوريات والحكام المستبدين في مختلف الازمان, فلم يكن سوى جزء من حكايات هذا التاريخ الذي تعرضت فيه جميع الشعوب ومن مختلف القوميات, وعلى رأسهم العرب, للاضطهاد والاستبداد, ان حرية الاكراد وكرامتهم وحقوقهم لا تتحقق بالتعاون مع اسرائيل وامريكا ولوبيها الصهيوني, انما بتعميق العلاقة والقواسم المشتركة مع الشعوب العربية والاسلامية التي لم تتوقف يوما عن السعي من اجل حريتها وكرامتها وحقوقها. فالكل في الهم شرق, واسرائيل عدو هذا الشرق وليست منقذاً!.

العرب اليوم
taher.odwan@alarabalyawm.net






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :