facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين حرتا و باريس


سهل الزواهرة
08-10-2021 10:46 PM

انتهيت مؤخرًا من قراءة كتاب وُسم بغير وجه حق على أنه مذكرات للتربوي الجدلي الدكتور ذوقان عبيدات ، و مرد نفيي لوصفها بالمذكرات أن ذلك الوصف ينتقص من قيمتها و من قيمة محتواها و الذي يصلح كتحفة فنية حربية تضج بسليل السيوف و غبار معاركها التي تتطاير من حرتا إلى باريس مثيرة جدلًا لا ينام و لا يكل.

عند البدء في مقدمات تلك الحرب الورقية لا يملك المرء نفسه و لا عقله إلا أن ينساق مجبرًا للدخول في تفاصيلها الإستثنائية و لا بد أن تناله قطرات من دماء كاتبها أو من سالم وحارب ، فالرجل أغرق بالموضوعية حتى اختفت ملامح كل شيء في تلك السطور عدا جدلية ذوقان.

و كثيرة هي تلك الأمور التي بين جنبات ذلك الكتاب التي في قراءتها كشف و سبر لأمور ربما لا تصلح أن يمر عنها المرء مرور الكرام بل تكبلك بسلاسلها الصادمة حينًا و المُحيرة احيانًا فهي اشتباك حار مع السلطة و المجتمع يقترب في أعلى نُسقه من الفضيحة و يذوب في أدناها إلى الرقة التي طبعت ملامح ذلك الحرتاوي المتمرد و الذي تختلط مشاعرك تجاهه و تستقر على معادلة نادرة بأنك" تكره انك تحبه".

ويكفي تلك الصفحات المسماة مذكرات تجاوزًا أنها في صفحتها (١٥٣ )ألقت لنا دروسًا في العمل الحكومي في (٢٨ )حكمة زُهيرية و التي تصلح كمُعَلقة لا بد لكل مشتبك في عمل عام أن يقرأها و يقف عندها و معها طويلًا لعله ينال ما نال ذوقان من شهدٍ أو يتجنب ما ذاقه من لسعات تمرده و تأصل البيئة الفاسدة المفرغة من الموضوعية حينًا و المنطق احيانًا كثيرة و التي أحاطت به أو ربما أحاط نفسه بها.

كثيرة هي السير الذاتية و المذكرات التي تتطاير في سماء النخبة و العامة و أكثر عبارة يرددها الجميع عند تناول تلك المؤلفات هي " كذب ، كاذب ، خرف ، تخريف ، و أنا أزعم أن ذوقان قد تجاوز كل تلك الكلمات بنسق متصالح مع نفسه اختلفنا أو اتفقنا معه ليكون بحق معلم متعلم يختلف عن غيره و غيره يختلف عنه ، أضاف لنا جدلية و مدرسة فكرية سيُعزى له يومًا فضل إرساء قواعدها و سنحارب كثيرًا للحد من أثرها الذي يناقض كثيرًا مما نعتقده أو نعتقد أننا نعتقده.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :