facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




طاسة غرنطاسة


د. عائشة الخواجا الرازم
16-10-2021 12:02 AM

كثيرون حينما يخرجون من الأردن لأية مناسبة ، تجدهم يحاولون جذب انتباه دعاة الحريات والديموقراطيات بحديثهم عن العسف والظلم والحقوق المنقوصة في وطنهم .

فهم يعرفون من أين تخمش الكتف وكيف ينصت الفريق الآخر بلهفة وإعجاب حينما ينزل ابن البلد ويلعن سنسفيل بلده .

فحسب معرفتي ببائعي برامج حقوق المخلوقات ورسامي الديموكراسيات والعدالة والحريات ، حسب معرفتي وخبرتي بهم ، فإنهم لا يطربون ولا يفتحون أسماعهم لشرح إيجابى جميل مشرف لوطنه ،ولا يتمنون استقبال أي طير من الحمام المهاجر يأتيهم برسالة فيها خير للوطن وعن الوطن ، وعن سمعة طيبة تتحدث عن أي شيء مشرف ومتميز ومريح للشعب مهما كان .

فهؤلاء الغاطسون بالنعماء والخيرات الوفيرة من مناصب ومآرب ، يشبهون الطاسة الغطاسة ، فأينما حلوا يغوصون ولا يعترفون بطيب وطنهم لمجرد جلوسهم حول مائدة مربعة أو مستطيلة أو مستديرة حينما يسافرون ، فهم يقرأون عيون الجلساء المغرضين الحاملين أضابير ( تسويد ) وجه بلدهم الصبور .ويقرأون ما يراد ويباشرون بالنحنحة والجعصة ثم يلوكون لحم وشجر وتراب وحجر الوطن .

ويا لسعدهم حين يهلل لهم عدوهم ، ويعتبرهم رموز حريات .

يعرفهم عدوهم على طوابير من الأصدقاء مبتسما مرحبا فخورا بلقائه مع شخصيات جريئة لا تأخذها بالحق لونة لائم .فيقبضون على اللحظة المارقة الأولى يدرسون الشخصيات المتربصة ويعرفون مطلبها وما تعرضه ،فيمنحونهم أكثر مما يتوقعون من تبشيع وتشكي (وتحزون ) من افتعال الحزن . يتحدثون عن الظلم والعسف وكذب الحريات والديمقراطية في وطنهم وحجم الفاقد في السجون وتكميم الأفواه ، ونزاع حقوق الإنسان ، ويضيفون كيف ينشق الشعب على نفسه ويتفكك عشائريا ويسمونه ( مجتمع قبلي ) بسبب صناعة الطغاة للظلم وحماية الفاسدين ورعاية الفساد .

هؤلاء وهم كثر يساومون ويزايدون و يزاودون على سمعة وطنهم مقابل شروى نخاسة أو حفنة تظل بخسة مهما كبرت الهبشة من دعم لا يدركون حشوته المسمومة مقابل تجريحهم وتشريحهم لوطن قابض على جمر الصبر في كل الأحوال .

فهم الخاسرون مهما تضخمت الصرة ولا يدركون مضاعفات النميمة السياسية ضد بلد هم فيه معززون مكرمون ، يطيشون فوق شبر ( ميه ) في حضرة ثلة مغرضة معادية تدعي مصلحة الشعب والاقتصاد والحريات السياسية وخاصة ما يتعلق بالاقتراع ونزاهة التصويت .ويمسمرون الإقصاء وإنقاص الحقوق وتفتيت الشعب لأقليات . فيزبهل ( الدارسون ) وسميعة التظلم ويطورون جلساتهم إلى مطويات من التقارير المستهدفة والمضافة للتربص بالبلد .

فبرنامج الانتخابات المرصود هو حجة كذابي الحريات . وهو حجة المفلس لتعبئة التقرير الجاهز بين يدي السميعه للشكائين البكائين . فهذا البرنامج الوهمي لم يعد بالإصلاح رغم بيع الثائرين لشخصية وهوية الوطن . فمنهم كبار شخصيات عسكرية غاضبة أو شخصيات سياسية طامحة وطامعة بأكثر مما التهمت .

أو شخوص احترفوا تصدير كل سيء ومؤلم ومضاد للشعب من مخلفات إداراتهم . والمؤسف أنهم لا يفهمون أن وطنهم يخسر ويزداد الشعب خسرانا نتيجة بطولاتهم .

أما برنامج الانتخابات الذي يحك على جرب لهؤلاء حينما يحييهم ويعجب بشخصياتهم ( شلة من أعداء البلد وشلة من مريدي ومحركي القلاقل والفوضى ) ويفرحون حينما يعلن العدو الدارس سعادته وتقديره لكفاءاتهم ويعتبرهم من أحرار العالم ويتمتعون بالجرأة ، فيبدأ العرض والطلب ويخسر برنامج وقانون الانتخابات ويتأخر أكثر وهم لا يفقهون .

فمن وطني يخرج الأغرار رغم خبراتهم في مناصب ومواقع في نفس بلدهم ، لقد تسمنوا بدهن وطنه وتسربوا للمحافل الدولية وتعارفوا، هذا مغفل بياع ، وذاك شيطان له أتباع .وانطلقوا إلى الشيطان وهم يتخافتون .

ورغم إعجاب العدو بجراتهم وشحنهم بذبذبات شاحنة إضافية ليكشفوا أكثر وأخطر ، ويعلنوا كراهيتهم بعد أن كانوا يعلنون احتجاجهم ، فإن رفيقهم المقدر والشاكر لمواقفهم النابذة لوطنهم والطارحة لانعدام الحق والعدل والحرية .يحتقرهم ويشمئز منهم رجالا ونساء .

ويبصق على أشكالهم .

أما في النتيجة فهو المستفيد من عطائهم المتطور ، والذي يضحي بدل الكلام المحكي في الاجتماعات والندوات والعشاءات وموائد الضيافة والأكواب الشفافة ، يضحي مغلظا موثقا بتقارير تستجيب لتقارير .ويتشنج هؤلاء المعارضون الأحرار لهول تضخيم أحجامهم حسب تربيت عدوههم على أكتافهم (الواطية )

فهم يظهرون لعدوهم أنهم أغرار في السياسة رغم خبراتهم الطويلة .

ومع أني أؤمن بأن طريق الحرية والديمقراطية والعدالة في الأردن ما زالت قيد الإنشاء ، واللافتة التي تشير إلى التحويلة الموجودة على الطريق واضحة ، إلا أني مؤمنة بأن ما حك جلدك مثل ظفرك يا فهيم . وأن فضح الذات وتشويه الوجه أمام الأعداء والأصدقاء بعفوية الغبي ، لا تقل عن التعري وتعرية الوطن أمام مغتصب سافل لا يهمه لا أنت ، ولا يهمه حرية ولا عدالة ولا حق لك او لأناسك .

شخصيات تفتح افواهها ضد شرف هويتها ومنشئها في معدة عدو ، تتساوى مع انفجار بالوعة أو تضيع وتضمحل ضياع طاسة غرنطاسة في البحر غطاسة.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :