جيرت فيلدرز لا تهرف بما لا تعرف وأفهم معنى الحريّة؟ .. بقلم: د. عدنان مساعده*
mohammad
05-07-2010 04:35 AM
كثيرة هي الأباطيل والإدعاءات التي تولد ميتة، وان عاشت إلى حين فهي تعيش مشوهة منقوصة، خصوصا إذا كانت هذه الإفتراءات قائمة على الزيف والحقد تجاه بني البشر والإنسان. فالإدعاءات التي صرح بها جيرت فيلدرز مؤخرا تجاه الأردن يهدف من وراءه إثارة مشاعر الناس والإساءة إلى دولة ذات سيادة، وإلى دين سماوي عظيم جاء رحمة للعالمين، حيث جاءت هذه الكلمات المسمومة من موتور لا يعرف معنى الحريّة وإن كان يتزعم حزب الحريّة في بلاده، لأنه لا يدرك معنى حريّة إحترام سيادة الدول، ولا معنى حريّة المعتقد لدين سماوي نشر في الأرض الرحمة، وترك إرثا حضاريا كبيرا في حياة البشرية .
فالرد على هذا الموتور الذي حاول النيل من كرامة وطننا والإساءة إليه لا مجال فيه للتردد، وأن يتمادى جيرت فيلدرز أو غيره من الجهلة والغلاة الحاقدين بالإساءة إلى تاريخ أردننا الغالي ويحشر أنفه في أمر لا يعنيه من قريب أو بعيد معتمدا على قراءات منقوصة، ودون أن يعرف رسالة ديننا العالمية وعقيدتنا السمحة التي تريد الخير للإنسانية جمعاء، وأنها تحترم حريّة المعتقد والمذهب "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" ، فلا مجال هنا ايضا لكظم الغيظ ومن حق وطننا وديننا أن نرد على تلك الإدعاءات والإفتراءات المضللة حيث لم يحترم هذا سيادة الأوطان ولا حريّة المعتقد الذي احترمته الأديان وأقرته المواثيق الدولية.
فلا نقبل كما لا يضيرنا نحن الأردنيين قول آفاك كذّاب أشر يشوه الحقائق في غياهب العتمة، ودهاليزالظلام، فجاءت عبارة عن أضغاث أحلام وهرطقات وهلوسات يرددها فليدرز بدافع الحقد والأفكار المزيفة التي لا تستند إلى أساس أو منطق، لأن هذه التصريحات نبتت في تربة الغلاة والحاقدين على حضارات الشعوب والإنسانية إعتمادا على تعاليم زيفوها بأقلام مليء مدادها بالكراهية وعقول موتورة وقلوب فيها مرض متأثرين بعقلية هولاكو والتتار الذين أساوا وهدموا حضارات الأمم بأساليب همجية قلمّا نجدها في شريعة الغاب وهم يتغنون بعناوين الحريّة والديمقراطية التي لا تعبر عن واقع أفعالهم وتصرفاتهم..... فالحريّة والديمقراطية الحقّة من كل ذلك براء، فيا هذا كف عن هذا الهراء وهذه الإدعاءات وتلك التصريحات النشاز لأنها لم تعد تنطلي على أحد من أبناء هذه الأمة ولا على المنصفين وأصحاب العقول السوية في العالم ولا حتى على الأطفال الرضع الذين لديهم قناعات وإيمان فطري أن هذه الامة وهذا الوطن يمتلك موروثا قيميا وحضاريا في العدالة والإنصاف وحب الخير للإنسانية.
إنك يا هذا في أفكارك المسمومة تهرف بما لا تعرف من هو الأردن بالنسبة للأردنيين جميعا، ومدى الالتصاق والإنتماء الحقيقي لثرى هذا الوطن المبارك وقيادته الهاشمية التي تمتلك الشرعية الدينية والتاريخية، ولهذه الأمة ودينها العظيم الذي جاء رحمة للعالمين بوسطية وإعتدال وعدل وتسامح ، وأدعوك لقراءة ما كتبه المنصفون من أبناء جلدتك في حق هذه الأمة وهذا الدين الذي إحتوى ورعى كل بني البشر في حضارة سادت العالم لقرون عديدة دون تمييز بين لون ولون أو عرق وعرق أودين ودين فأحترمت كرامة الإنسان وحريته وفهمت معاني الحرية فهما ساميا رغم حملات التشكيك والتضليل التي أساءت وما زالت تسيء إلى حضارتنا.
إقرأ يا هذا واطلع على ما كتبه أبناء جلدتك الذين درسوا عظمة هذه الرسالة التي حملها الاسلام..... وأدعوك أيضا لتقرأ بتمعن وبصيرة إن كنت تمتلك البصيرة على نص رسالة عمّان التي أطلقها ملك عربي هاشمي التي ترفض الغلو والتطرف وتحاور الرأي الآخر بإحترام ومنطق وعقلانية ولا تلقي التهم جزافا كما فعلت أنت دون أن تعرف حدود حريّة الكلام تجاه وطن أغلى من جنان الأرض بالنسبة لنا نحن الأردنيين، وتجاه أمة راسخة جذورها في تاريخ الحياة والشعوب وحضارتها ما زالت ماثلة في شتى بقاع الارض.
فمهلا، يا هذا، يا من تتقن فن التزوير والكذب والردح، فتقولاتك هذه في نظرنا ستدوسها الأرجل ويقول لك الأردن....كل الأردن... أطفاله... ونساؤه... ورجاله...وشيوخه... بل هضابه وسهوله وجباله وأشواكه، وأشجار الدفلى والشيح والزيتون بلسان عربي مبين أفصح من إدعاءتك الباطلة، أن تاريخ هذه الأمة كان وسيبقى مشرقا رغم حملات التشكيك والتضليل والتشويه الذي يقوده أمثالك. وعليك أيها المدعي أن تستعيد ذاكرتك التاريخية المفقودة، وأن كلّ ما تبثه من سموم الفرقة من خلال أحاديثك المشبوهة هي رد، فمكانها بالنسبة لنا في الأردن هو مزبلة التاريخ، لأن هذه السموم يبثها قلم مأجور وعقل موتور لا يحترم العقل السوي والمنصف، وهي في تقييم الأردنيين عبارة عن سخف وسفه وتفاهة وزبد، وليس لها أي وزن أو قيمة في ميزان العقل لأنها تصدر عن مرجف فقد صوابه وتوازنه، ويعانى من أذى في رأسه ومرض في قلبه. جليرت فيلدرز كن منصفا، وعد الى صوابك، وألزم حدود الأدب عند الحديث عن دولة ذات سيادة، وعن أمة ذات حضارة، وصاحبة رسالة تريد الخير للإنسانية جمعاء وصل تأثيرها الفاعل والمؤثر في حضارات الأمم والشعوب الى ابعد مدى. وعليك الآن أن ترثي حال حزب الحريّة الذي تترأس حيث أصبح في تقييمنا خواء وفارغ كالطبل الاجوف، لانك لم تدرك معنى حرية الكلمة وحرية التصرف وحرية الموقف، فالحرية التي عنونت بها حزبك في نظرنا خلعت ثوبها وكشفت عن وجهها البشع ، لانها صدرت على يد أحد الغلاة المتطرفين الذي خدش كبرياء الحريّة الحقة، ودون ما خجل أو حياء ما زلت تتشدق بهذا العنوان الذي فرغته تصريحاتك من القيم النبيلة، فأصبح لا يحمل محتوى أو مضمون . جيرت فيلدرز اذا لم تستح فأصنع ما شئت.
*أكاديمي أردني