facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاستهداف الاسرائيلي للاردن (اللعبة مستمرة)


طاهر العدوان
05-07-2010 04:49 AM

اذا اردنا معرفة عمق هذا الاستهداف وخطورته, لا بد من العودة الى مسلسل الاحداث التاريخية منذ قيام اسرائيل, فالاردن كان قبل معاهدة وادي عربة مشتركا في مواجهة عسكرية مع هذا الكيان الذي زُرِع عنوة في فلسطين, لكن من بين دول المواجهة العربية معه "مصر, سورية, لبنان, الاردن" كان هدف الحروب والاعتداءات الاسرائيلية ضد الاردن يختلف عن جملة الاهداف مع الدول العربية الاخرى.

ضد مصر وسورية ولبنان, أراد الاسرائيليون دائما استخدام الحرب والاحتلالات لفرض الارادة السياسية على هذه الدول واجبارها على الاعتراف باسرائيل والتخلي عن القضية الفلسطينية. ضد الاردن اقترنت الحروب الاسرائيلية دائما باغراض اخرى استراتيجية تستهدف الاردن, الوطن والشعب, ليس ككيان سياسي فقط وانما من النواحي الديمغرافية والاقتصادية, وغيرها.

اتوقف عند عدد من المحطات التاريخية التي تكشف عن جوانب هذا الاستهداف, مع التأكيد بأن اللعبة لا زالت مستمرة ضد الاردن.

(1)- تحويل نهر الاردن في عام 1964 مع مواصلة سياسة إفقار البلد مائيا بنهب حقوقه المائية في منابع الجولان وبحيرة طبريا ونهر اليرموك, اضافة الى النهب الذي ظل قائما لمياه وادي عربة منذ عام 1967 وحتى اليوم.

ولا يحتاج الامر الى شرح وتفصيل في معنى هذا السطو المستمر على احد مصادر شريان الحياة للاردن والاردنيين, فهو يندرج تحت حرب المياه, التي استخدمت على مر العصور من اجل إخضاع الشعوب والدول ودفعها الى الاستسلام.

(2)- اعتماد المخططات الرسمية الاسرائيلية على مدى 60 عاما من اجل تحويل الاردن الى ساحة تحمل اعباء الصراع العربي - الاسرائيلي, واستهدافه كمركز لاستقبال وتوطين اللاجئين في حربي 1948 و 1967. وقد وجد هذا المخطط في احتلال الضفة الغربية في حرب حزيران دفعة قوية للمضي في تهويد الاراضي المحتلة وفي مقدمتها القدس, وهذا ايضا لا يحتاج الى شرح وتفصيل لبيان خطورته الاستراتيجية على الاردن ككيان ووطن.

(3)- ملاحقة مصادر قوة الاقتصاد الوطني والسعي لتجفيفها ووضع العراقيل امامها وصولا الى تدميرها, فتحويل نهر الاردن صاحَبَه بناء مصانع البوتاس الاسرائيلية في وقت مبكر على طريق تجفيف البحر الميت وثرواته الطبيعية, كما ان حالة فقر المياه التي يعاني منها الاردن بسبب السرقة الاسرائيلية اثرت وتؤثر على قدرته في بناء صناعات تشغيلية, مثل الصناعات الالكترونية التي فشلت محاولات انشائها في البلاد بسبب فقر المياه.

(4)- يعتبر الموقف الاسرائيلي في مقاومة مشروع بناء مفاعل نووي سلمي بغرض انتاج الطاقة, مثالا قائما على حرص اسرائيل بمنع الاردن من اكتساب قوة اقتصادية تحقق له الاعتماد على الذات. لقد عمل سفراء اسرائيل في هذا البلد على مدى السنوات السابقة على تحويل السفارة في عمان الى مركز للنشاط ضد المشروع النووي الاردني السلمي من خلال الضغط على سفراء اوروبا وامريكا الى ان نجح اللوبي الصهيوني في واشنطن بجعل الموقف الامريكي (كالعادة) مطابقا للموقف الاسرائيلي في العداء لمصالح الاردن والعرب جميعا.

وبالعودة الى تصريحات باراك قبل أيام, عن اهداف اسرائيل من احتلال جنوب لبنان, وهي تهجير نصف مليون فلسطيني الى الاردن وقلب نظام الحكم فيه لتحويله الى دولة فلسطينية, الجديد فيها كشفه وجود سياسة رسمية لليمين الاسرائيلي الحاكم لقيام الوطن البديل حتى عام ,2000 اي بعد (6) سنوات من توقيع معاهدة وادي عربة!!.

هذا الاستهداف الشامل للاردن, ليس مجرد مؤامرات في الادراج انه وقائع على الارض تحولت الى ازمات مالية ومائية وديمغرافية. فمتى تكون لنا خطتنا الوطنية الشاملة للتصدي لهذا الاستهداف على نطاق محلي وعربي ودولي, فاسرائيل لا تزال عدونا رقم (1), وقدراتنا كبيرة كأردنيين وفلسطينيين وعرب على هزيمة مشاريعها واقتلاع اطماعها واوهامها واسترداد كل حق من حقوقنا الوطنية والقومية.


taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :