facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تصريح بلفور أم وعد بلفور وأيُّهما أصح


معاذ الدروبي
05-11-2021 02:26 PM

هل تعتقد أنَّ التّعبير الصّحيح للفعل أو القرار الذي قام به وزير الخارجيّة البريطاني بلفور (تصريح) أم (وعد) وما هي النّتائج الّتي ترتبت على الوقوع بمثل هذا الخطأ، وكيف ؟ وما هي كلفة هذا التّعبير الخاطئ على القضيّة الفلسطينيّة؟، وما دفعني لكتابة هذا المقال ما يتمّ مداولتهُ بينَ النّاس منْ إطلاق مصطلح (وعد) على هذا الفعل أو القرار.

في البداية لا بُدّ لنا أنْ نُعرّف بالفعل أو الأمر الذي أعلنهُ وزير الخارجيّة البريطانيّة بلفور (Balfour) إتّجاه فلسطين بشكلٍ خاص والعرب بشكلٍ عام؛ أذْ إنَّ تصريح بلفور هو التّصريح الذي أعلنت عنه الحكومة البريطانية في 2 تشرين الثّاني 1917م، والذي جاء به على شكل رسالة موجّهه منْ الملك البريطاني بعد أنْ وقّعها وزير خارجيّتها بلفور إلى زعيم الحركة الصّهيونيّة اللّورد روتشلد؛ فقد نصّ على منح اليهود الحق في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، وحظيَ بدعم منْ الولايات المتحدة الأمريكيّة وفرنسا وإيطاليا.

أمّا بالنسبة للتّعبير الصّحيح لتصريح بلفور المشؤوم هو ليس (وعد) إنَّما (تصريح)؛ لأنَّها وردتْ في نصّ القرار منْ قبل الحكومة البريطانيّة كالآتي: (Permit تصريح)، أمّا كلمة (وعد) فمعناها كالآتي: (promise)، فبالتّالي يوجد فرق كبير بينَ الكلمتين، ونجد الفرق واضح منْ خلال معنى كلمة (وعد) بالعربيّة الّتي تعني إعطاء الشيء لمن يستحق بمعنى أوضح كما ورد المعنى في معاجم اللغة: (وعَدَ يَعِد، عِدْ، وَعْدًا، وعِدَةً، وموعِدًا، وموعِدةً، وموعودًا، فهو واعد، والمفعول مَوْعود)؛ فمثلاً وعَد فلانًا الأمرَ/ وعَد فلانًا بالأمر: منّاه به، قال إنَّه يعطيه له أو ينيله إيّاه.

والجدير بالذّكر أنَّ المنفذّ لتصريج بلفور كان متجسّداً منْ خلال إتّفاقيّة سايكس بيكو (Sykes-Picot)، وهي معاهدة بينَ السّير مارك سايكس عنْ الجانب البريطاني، وميسو فرانسوا بيكو عنْ الجانب الفرنسي، وبموجبها قسًّمت بريطانيا وفرنسا المشرق العربي إلى خمس مناطق، وبعد قيام الثّورة البلشفيّة عام 1917م إعلان وزير الخارجيّة الرّوسيّة الشّيوعيّة تروتكسي بنود هذه الإتّفاقيّة 15 آيار 1916م الّتي إنسحبت منها بالأصل.

وعنْ التّكلفات الّتي يمكن أنْ تتّرتب على هذا الخطأ في التّعبير، إكساب الصّهيونيّة حقٌّ مزيّف إضافي لما يدعونه منْ حقوق باطله في فلسطين، وبالنّهاية لمّ يعطى الوّعد منْ الأساس إنَّما تصريح منْ قبل بريطانيا فقط، لنكون حذرين بالتّعامل مع المصطلحات التّاريخيّة حتّى لا تكون حجة علينا ودليل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :