facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صباح فخري .. مات الكافر !


محمود الخطيب
21-11-2021 10:53 AM

مات صباح فخري.. وما الغريب في ذلك؟ فـ"أبو كلثوم الطرب" ومعلم القدود الحلبية وحبيب "ربة الوجه الصبوحي" اختار الرحيل فنياً منذ عشر سنوات! حين فضّل الجلوس بين مقاعد المتفرجين لأسباب يعرفها هو ولن يؤكدها سواه، فقيل مرة أن صحته لم تعد تسانده، ومرة إن ابنه أنس (مغني الراب) يخفيه عن الجمهور لأسباب تخص الابن الذي (فشل فنياً) في مشروعه الموسيقي، ولم يسعفه ظهور أبيه معه غير مرة في حفلات بيروتية لا تشبه فن وحضور (صناجة العرب). كما قيل إنه ابتعد حتى لا يُحسب على أحد في أتون الأزمة السورية.

لكن صباح أبو قوس (اسمه الحقيقي) والذي أضاف اسم فخري لاسمه الأول؛ عرفاناً للسياسي والشاعر فخري البارودي الذي رعاه ودعمه فنياً في بداياته، انقسم حوله الجمهور منذ الإعلان عن وفاته! ففي الوقت الذي تصدر اسمه وصوره (ترند السوشيال ميديا) مرافقاً لعشرات الألقاب والصفات التي تنعاه وكتبها فنانون وجماهير، ظهر من بين كل هؤلاء من يصفه بالكافر والمرتد عن الدين! برز بين التعليقات شاتمون وشامتون كثر، حيث استفاق هؤلاء من سباتهم الطويل ليدلوا بآرائهم حول الفنان الذي بدأ حياته مؤذناً وقارئاً للقرآن الكريم في جامع الروضة في مدينة حلب، إذ أرفق بعضهم مقاطع فيديو للمطرب وهو يؤدي الأذان في برنامج تلفزيوني حل به، متبعين ذلك كله بجملة.. سوء المنقلب!

هل مات صباح فخري كافراً؟

من يجيب عن هذا السؤال؟ فالعلاقة بين المرء وخالقه لا يفصل بها سواه، وليس من حق أحد التدخل والدخول في نوايا الناس ومعتقداتهم وإيمانهم. لكن.. كثيرون هم الذي يختبؤون خلف ديمقراطية مواقع التواصل الإجتماعي، ويطلقون أحكامهم على البشر وكأنهم وكلاء الله على الأرض، هم مليئون بالشيزوفرينيا.. يسكرون طرباً على موشحات صباح فخري، وحين يستيقظون يطلقون عليه أحكام الكفر والردة.

ما حدث مع صباح فخري ليس استثناءً، فمؤخراً أدخل منفصمي الشخصية الفنان الأردني جميل عواد، النار على الهواء مباشرةً! فالراحل أحد أهم مداميك الحراك الفني الأردني، وإن تجاوزنا مشواره الفني فلا يمكن إلا أن نقف عند براعته الأدائية في مسلسل (التغريبة الفلسطينية)، لكن المتحذلقون وجدوا في بث جنازته تلفزيونياً فرصة سانحة أمامهم لتخليده في نار جهنم باعتباره!

لا أحد يعلم المغزى من أن نتمنى لغيرنا الخلود في قعر جهنم، ولا ندري حالنا وقوانا العقلية وإنسانيتنا ونحن نؤكد مصير غيرنا، باعتبار أننا نقف على الضفة الصحيحة من النهر الذي يفصل الجنة عن النار.

يغني صباح فخري: (حبيبي على الدنيا إذا غبت وحشة.. فيا قمري قل لي متى أنت طالع؟/ لقد فنيت روحي عليك صبابة.. فما أنت يا روحي العزيزة صانع؟) يملؤه التساؤل عن حال الحبيب، لكنه قد يوجه السؤال لنا جميعاً أحبائه وخصومه.. ماذا نحن صانعون في وجه التمني المباشر له بأن يخلد في قعر جهنم؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :