facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل تغادر الحكومة بعد اقرار التعديلات؟


أ. د. انيس الخصاونة
11-12-2021 05:18 PM

لفت نظري المقال الذي نشره موقع عمون الإخباري والمعنون بـ "متى ترحل الحكومة" والذي تناول فيه الكاتب عمر الحكومات وموجبات تغييرها، والظروف السياسية والمتطلبات الإقليمية والمحلية للتغيير، وقدرات رئيس الحكومة التي تؤثر في توقيت التغيير. وفي الوقت الذي أتفق تماما مع ما أورده الكاتب سميح المعايطة، فإني أود التأكيد بأنه ما دام أن تشكيل الحكومات يتم على أسس انتقائية شخصية، وليس على منطلقات وأسس حزبية برامجية، فإن إقالة الحكومات وإعادة تشكيلها تستهدف عمليا وفعليا إقالة لرئيس الحكومة، وتكليف رئيس آخر لتشكيل حكومة أخرى قد تضم نصف أو أكثر من أعضاء الحكومة المقالة. وهنا نتساءل ما دام أن الحكومات الجديدة (كما جرت العادة) تضم أكثر من 50% من أعضاء الحكومات السابقة ،وما دام أن الحكومات الأردنية لا تتشكل على أسس برامجية فإن الأساس الدستوري (البند 1 من المادة 50 من الدستور الأردني) الذي يعتبر أن الحكومة تعتبر حكما منحلة إذا استقال رئيس الوزراء لم يعد له مبرر، لأن هذا النص الدستوري استند لمقاصد افترضت أن الحكومة يتم اختيارها وفق انتخابات عامة مستندة لأسس حزبية وبرامجية، وبالتالي فإن استقالة الرئيس تعتبر فعليا استقالة للحكومة لأن الرئيس وفريقه الوزاري استمد شرعيته من صناديق الإقتراع. وعليه فإننا نعتقد بأنه بغياب النهج الحزبي في اختيار الحكومات فإن اعتبار الحكومة منحلة إذا استقال رئيس الوزراء لا معنى له، وهو مكلف للدولة لما يتطلبه من تكليف وزراء جدد تغلب عليهم صفة الموظفين البيروقراطيين الذين يقتقرون إلى الرؤى، والنظرات السياسية الثاقبة، وصفات رجال الدولة.

نعتقد أن الإلتزام بهذه المادة في تشكيل الحكومات الأردنية منذ ستينات القرن المنصرم لم يكن منسجما مع مقاصد المشرعين الأوائل، وقد كلف الخزينة الكثير من النفقات، وأدى إلى تراكم أعداد هائلة من الوزراء المتقاعدين ويكفي أن نشير هنا إلى أن عدد الوزراء المتقاعدين في الأردن تجاوز (600) وأن ورثتهم والمستفيدين من مزايا التوزير تجاوز (17000) شخص. لقد كان بالإمكان فعليا اقتصار التغيير على شخوص رؤساء الحكومات ما دام أنه لا الرئيس ولا الوزراء يأتون وفق برامج سياسية.

أما بالنسبة لحكومة بشر الخصاونة وأقصد هنا الفريق الوزاري فإننا نعتقد بأنها ليست أسوأ من الحكومات السابقة، وأن الاحتقان والإحباط في الشارع الأردني موجه بشكل أساسي إلى شخص الرئيس وعثراته ومفاجآته.

لم تكن كفاءة العديد من رؤساء الحكومات السابقين أفضل كثيرا من كفاءة الدكتور بشر الخصاونة، فجلهم وقعوا على اتفاقيات لم تكن تلقى قبولا من الأغلبية الساحقة من الأردنيين، ومعظهم فرضوا ضرائب جديدة، وأسهموا في زيادة المديونية، وعينوا أقاربهم وأصدقاءهم في مواقع متقدمة، ولكنهم تحملوا النقد الذي تعرضوا له، وتجاوزوا التجريح.

النضج، والإتزان السياسي، وسعة الصدر، وتحمل النقد سمات أساسية لمن يضطلع بالمواقع العامة، وهذه صفات قد لا تنكشف إلا بالممارسة، وتتبع التاريخ الوظيفي للمرشح لإشغال مواقع عامة.

الحكومة الأردنية الحالية ستغادر بعد إقرار التعديلات الدستورية تاركة خلفها إرثا سلبيا يستدعي بالضرورة إعادة النظر وتقييم أسس الإختيار (بحضور الأحزاب أو بغيابها). نحن مع اختيار العناصر الشبابية واتاحة الفرصة لهم لخدمة وطنهم، ولكن يجب أن تتوفر فيهم متطلبات وخصائص رجال الدولة، وتحمل التوتر والنقد وضغوط العمل، والقدرة على الحضور والإشتباك مع الرأي العام ومخاطبته وإقناعه وعدم الإنزواء الإعلامي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :