facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تجربتي مع احدى مؤسسات المجتمع المدني


هدى عبدالله العمارين
14-12-2021 09:35 AM

تبرز أهمية منظمات المجتمع المدني من خلال تمتعها بالاستقلالية وبتعدد مصادر قوتها المادية، وهي مؤسسات وسيطة بين الدولة والشعب ومن شأنها ان تخفف الأعباء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تقع على كاهل الحكومات.

لذلك فإن لهذه المنظمات وان اختلفت أهدافها وغاياتها دورا مهما في رفد الاقتصاد الوطني وتوفير فرص عمل ونشر الوعي والمدافعة عن الحقوق في شتى المجالات الحياتية، وهي تعمق الشعور بالمسؤولية الاجتماعية وتطرح وجهات نظر مختلفة وتتبنى توجهات مؤسسيها ضمن الاطر التشريعية وتحت مظلة القانون الذي نحترمه.

وكمواطنة في هذا البلد، فقد عملت وما زلت أعمل في إحدى هذه المؤسسات ومن حقي الرد على ما سمعته واسمعه كل يوم من انتقاد لبعض مؤسسات المجتمع المدني أو ربما لأغلبها، حيث أصبحت المحاربة ظاهرة يتم ممارستها يوميا، وسأطرح عليكم مثالا حيا لما ذكرته.

منذ تخرجي وتعييني كمعلمة في وزارة التربية والتعليم، وأذكر جيدا عندما أديت القسم المهني، وعدت الى قريتي النائية المهمشة لأبدأ مسيرتي التعليمية، لم أدخر جهدا أن أبقى على تواصل مع مجتمعي المحيط، فتطوعت في أكثر من مؤسسة مجتمع مدني (المرأة، الشباب، الاشخاص ذوي الاعاقة وغيرها الكثير)، وأصبح حب التطوع جزء من شخصيتي كما أبنائي وبناتي في المدارس التي تشرفت بالخدمة فيها، وسعيت بشتى الوسائل للإنخراط في دورات تعقدها منظمات المجتمع المدني ما استطعت، لبناء قدراتي ومهاراتي الحياتية لأكون نموذجا يحتذى به في مجتمعي البدوي الصغير ولأعمق إنتمائي لهذا البلد الذي أعشق.

في عام 2010 عقدت ورشة تدريبية لمدة خمسة أيام للأطفال في قرية الراجف التابعة لمنطقة البترا، وشارك إثنان من أبنائي في هذه الورشة ولم أكن أعلم ماهيتها ولكنها كانت مخرج للأطفال في قريتي النائية التي يفتقد فيها الأطفال لأية أنشطة لامنهجية خلال العطل الصيفية والشتوية، حضرت التخريج ولم أهتم بمن نظم التدريب، وعرفت لحظتها أن من أقام هذا التدريب المميز للأطفال هي الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا. بالنسبة لي لم ينتهي الامر عند هذا الحد لسبب بسيط، أنني كأم لاحظت الفرق في سلوكيات أبنائي الذين شاركوا في البرنامج، والقيم التي اكتسبوها والممارسات التي أصبحوا يمارسونها يوميا دون أدنى تذكير مني، كالمحافظة على البيئة والتعامل مع موقع البترا أثناء زياراتنا العائلية والرفق بالحيوان، وأكثر من ذلك أصبحوا يتفاخرون بهويتهم الوطنية وبأنهم أبناء وسكان منطقة البترا.

كل هذا التغيير آثار فضولي كأم، وولَد عندي الرغبة كمعلمة ان أتعرف على هذه الجمعية وأتعلم ما تعلمه أبنائي لإيصاله لطلبتي، وفعلا تواصلت مع الجمعية ووجدت الترحيب وانضممت للعمل التطوعي مع الجمعية، لأكتسب مهارات جديدة، وأتعلم عن (الشعوب والتقاليد والممارسات) وتاريخ البترا والعناية بالبيئة وأهمية حماية التنوع البيولوجي والتصدي للتهديدات التي تواجه المواقع الأثرية والتراث الثقافي ككل. وتطوعت في كل البرامج التعليمية التي نفذتها الجمعية على مدار ثلاث سنوات، فالبرنامج جذاب وممتع ويمكن الاستفادة منه من خلال إدراكنا كمجتمعات محلية كيفية المساهمة في الحفاظ على التراث الثقافي وتقييمه.

أصبحت أنظر الى البترا كموقع تراث عالمي غني بالقيم التاريخية والثقافية والاقتصادية، وأعي دوري كسيدة من البترا في أهمية تشجيع السلوكيات المجتمعية الإيجابية والمسؤولة وحماية المواقع الأثرية في الأردن والمحافظة عليها وتعزيز قيمها والاهم غرس الشعور والاعتزاز بالهوية.

وبعد تقاعدي من وزارة التربية والتعليم، كان لي شرف الانضمام الى فريق العمل وتدرجت في بناء قدراتي بدعم من مؤسستي التي وفرت لي كل الامكانات كسيدة من المجتمع المحلي للبترا وكنموذج، فأصبحت مدربة أحمل على عاتقي مسؤولية رفع الوعي حول أهمية تراثنا الوطني والحفاظ عليه.

أنا فخورة بعملي في الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا، وخلال مسيرتي دربنا أكثر من ثلاثة الاف مشارك ومشاركة من البترا ومن محافظات أخرى، وبجهود حثيثة إستطعنا ان ننفذ برامج لدمج الاشخاص ذوي الاعاقة وبرامج تبادل ثقافية عالمية، وأصبحنا من أوائل الجمعيات التي تقدم تدريبا نوعيا في مجال التراث الثقافي وحمايته على مستوى الاردن.

الوطن للجميع ومن أراد التغيير فالميدان يتسع ، والتنظير لا يجدي، وأستغرب الهجمة التي تمارس على مؤسسات المجتمع المدني بين فترة وأخرى ومن بينهم مؤسستي ، فنحن مؤسسة مجتمع مدني نحترم القانون ونحاول بكل ما أوتينا من عزم وتصميم أن نمضي بسعينا الى هدفنا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :