facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ثقوب في حياتنا


طلعت شناعة
26-12-2021 10:46 AM

عادة ما اكتسب الحِكمة من « كائنات» غير متعلّمة. ناس بسيطة ،تعيش على باب الله مثل الحاجة « هدى» التي تبلغ من العمر 80 عاما ـ على ذمّتها ـ مع مراعاة فارق التوقيت بين مكان سكنها في « البقعة» و»الجبيهة» حيث يقع بيتي.

لقيتُها « زمان «.. عندما كنتُ أذهب لعمل تحقيق حول النازحين واللاجئين في ذكرى النكبة.

هي سيدة طيّبة من اللواتي تشعر نحوها بـ « أمومة « ودفء انساني كبير.

وكلما جاء سكّان جُدد الى البيت المجاور لشقتنا، تذكّرتُ مقولات الحاجة « هدى» ومن أشهرها أن الناس تحصل على رواتبها، ليس من أجل التمتّع بالعيش ،بل « عشان تستشّر خزوك». أي تُغلق « ثقوب» والمقصود المتطلّبات الآنية والمُسْتعجلة مثل أقساط المدارس والفواتير والعلاج وغيرها من الاقساط مثل اقساط السيارة والبيت .. إلخّ الخ !

امس جاءنا « سكّان « جُدد لاستئجار البيت المجاور. وكما فعل الذين جاءوا من قبلهم ، قاموا بغسل الشبابيك ،وهو ما أزعجنا ،كون المياه الوسخة وصلت الى بيتنا. وبعدها وعلى مدار يومين ، بدأنا نسمع « الحفر» بالدرلّ ،إضافة الى طرقات « الشواكيش». وعندما قلتُ للرجل « المستأجِر الجديد»أنني اعتدتُ أنام « قيلولة بعد الغداء»،ورجوته ان يؤجِل « الدقّ» الى وقت آخر،نظر اليّ شزْراً ،وعندما تأملتُ « جسمه وعضلاته» الضخمة ، اختصرتُ الموضوع،وطلبتُ منه « مواصلة الحفريات» إذا كان ذلك ضروريّاً.

وفي اليوم التالي ،ابتسم لي ذات الكائن «مفتول العضلات» وقال لي :
ـ آسفين يا جار،بتعرف إحنا مستأجرين جداد ،وفي خزوق قديمة ،لازم نسكّرها، وكمان لازم « نخزق» ل « شاشة التلفزيون» و « الستالايت». واشار الى ان الحياة « صعبة» وبخاصة عندما سألتُه عن «أُجرة البيت» فقال 300 دينار شهريا واحنا يادوب قادرين ،نسكر هالخزوق اللي مش عارفين نخلص منها.

بصراحة ،أثار الرجل «أحزاني» ولولا أنني « خشيتُ» أن يعتبرني « شفقان» و» بتمسخر عليه « لبالغتُ في إظهار مشاعري.

من أقوال الحاجة « هدى» الشهيرة في هذا المجال :» في ناس بتسكّر خزوق» وفي ناس بتحب المظاهر،يعني « كَبْرة ع خازوق» !!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :