روادنا من القادة في القطاع العام ليسوا كثراً في الوقت الراهن , نعدهم على اصابع اليد الواحدة , وفي اكثر الاحوال تفاؤلاً قد يصلون إلى عدد اصابع اليدين . الدكتور زياد فريز واحد من المقدمة بين هؤلاء الرواد القادة الذين احترمهم وقدرهم العاملون في اوساط القطاع العام , وانا اعده الاول بينهم.

ابو محمد خبير اقتصادي مميز على المستويين النظري والعملي منذ اربعة عقود وهو قريب من صناعة القرار الاقتصادي قبل ان يصبح احد المشاركين في صناعته وزيراً للصناعة والتجارة ووزيراً للتخطيط ووزيراً للمالية ونائباً لرئيس الوزراء , ثم صانع قرار بإمتياز محافظاً للبنك المركزي منذ العام 2013 وحتى نهاية عام 2021.

على مدى تسعة اعوام وفي ظل ظروف اقتصادية ومالية وطنية صعبة قاد فيها المحافظ المتمكن مؤسسة البنك المركزي لتؤدي دورها الهام كواحد من صمامات امان الاقتصاد الوطني بسياسة نقدية حصيفة واضحة وشفافة بدأت منذ مجيئه محافظاً واستمرت اداة فاعلة في المحافظة على استقرار الدينار وسلامة الاحتياطي الاجنبي وصاحب ذلك ان ادار البنك بكل امانة واقتدار حوكمة القطاع المصرفي الوطني.

وكان للبنك المركزي بقيادة محافظ من العيار الثقيل اداء نقدي ومالي واقتصادي إحترافي بارز , ودور قيادي محوري ساهم بقوة في تلقي الصدمة الاقتصادية والمالية لأزمة كورونا وتبعاتها , اذ كان سنداً قوياً للحكومة في مواجهة الازمة على صعيد توفير السيولة وتحفيز النمو ومعالجة العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية.

أبو محمد كفيت ووفيت الله يعطيك الصحة والعافية وراحة البال بعد عمل مضنٍ طويل التوتر احد اعراضه الجانبية , لقد آن اوان استراحة تستحقها تستمتع فيها بالسفر والمطالعة والرياضة الخفيفة والاستماع للموسيقى وصحبة الاصدقاء الذين تحبهم ويحبوك , وليتنا نحظى منك بشيء من تجربتك العملية وبخاصة الاقتصادية منها.