facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نواب في الحكومة


طاهر العدوان
02-08-2010 05:06 AM

التعديل الاخير على الحكومة, وكيفية انتقاء الوزراء عند كل تشكيل يُثْبِت من جديد ان البلاد ليست بحاجة فقط الى مجلس نواب فيه تعددية, انما الى حكومات فيها تعددية ايضا. فالاسلوب القائم في تشكيل الحكومات كان محل انتقاد دائم من الرأي العام ومن الصحافة, والجميع يذكر الازمة التي اثارتها صيغة تشكيل حكومة عدنان بدران مع مجلس النواب الرابع عشر ومع الصحافة.

اذا جرت الانتخابات وفق الوعود الحكومية بان تكون نزيهة وشفافة فان المجلس الجديد قد يعيد الاعتبار لدور مجلس النواب في تشكيل الحكومات. خاصة وان قانون الانتخاب المؤقت الغى المزايا والمخصصات والمكاسب التي حصلت عليها المجالس الاخيرة, مثل راتب التقاعد والاعفاء الجمركي للسيارات, والعطايا والاموال التي كانت تتدفق بلا حساب على بعض النواب.

بالغاء هذه الامتيازات والمخصصات يفترض ان تأتي الانتخابات بنواب قريبين جدا من مواصفات نواب مجلسي عام 89 , 93 . فما الذي يمنع العودة عن قرار الفصل بين الوزارة والنيابة? ما الذي يمنع ادخال نواب كوزراء في الحكومة المقبلة? فهذه في الحد الادنى خطوة اولية نحو المشاركة والتعددية في النظام السياسي.

ادخال نواب منتخبين من قبل الف او 10 الاف مواطن الى الحكومة كوزراء افضل مليون مرة, بعد التجربة, من سياسة التجريب على حساب الشعب الاردني ومصالحه, باختيار وزراء من دون اي اعتبار للأهلية ومن دون اي خلفية للخدمة في العمل العام, الى ان اصبحت دائرة اختيار الوزراء اضيق من خرم الابرة, وكذلك اختيار المدراء والرؤساء في الدوائر والمؤسسات التي يتقلب عليها اشخاص اصبح على رؤوسهم رِيَش تُخلق لهم الكراسي ولا يعرفون التقاعد. فالاردنيون يسألون, عندما يخرج وزير من الحكومة عن المنصب التالي الذي يُعَدّ له, وكذلك بالنسبة لكثير من المسؤولين, الذين تفصل لهم فرص بديلة وتجهز لهم مناصب عليا وان فشلوا في الحصول على منصب ما يُخْتارون لغيره في دائرة من لعبة (تدوير الكراسي) التي اصبحت تقتصر على نخبة محددة!! وكأن البلد جدباء من اي كفاءات تزاحمهم او تستحق بعض ما يستولون عليه.

كل شيء يجري من دون اضفاء اي شفافية على التعيينات, فالناس لا يعرفون لماذا يُختار فلان للمنصب, ولا لماذا يقال او يُنقل خلال اشهر من منصب الى آخر. وكأننا امام غرف اختبار يتنقّل فيها المسؤول من دون اطلاع الرأي العام على تقصيره أو انجازاته ان وجدت..

عندما انتقدت بالامس قرار مقاطعة الاخوان المسلمين للانتخابات, فذلك يأتي من باب ايماني بان التعددية الحزبية والسياسية والبرامجية ضرورة وطنية في مجلس النواب. فالمجلس هو المدخل للتغيير والاصلاح السياسي في البلاد, اصلاح بات يدق الابواب علينا حتى في الليالي المظلمة. ذلك اننا بتنا نعيش مرحلة تمادت فيها النخب بعزل الشعب وتياراته وكوادره العلمية والسياسية والثقافية عن المشاركة في تداول المناصب والمواقع, حتى اصبحنا امام حكومات لا يدخلها الا الصديق والقريب في دائرة علاقات عامة, تصلح للعلاقات الشخصية, بينما قيادات العمل العام هي مناصب سياسية وتمثيلية بالدرجة الاولى.

اذا لم يشارك الاخوان في الانتخابات وتمسكوا بالمقاطعة فاني ادعو الاحزاب الاخرى الى المشاركة وكذلك الشخصيات الوطنية من اجل برلمان (يرفع سقف ادائه) امام التجاوزات التي تهز قلوبنا وضلوعنا. ومن اجل حكومات يشارك فيها نواب, او يضغطون لفتح ابواب المشاركة في الحكومات امام قطاعات واسعة اصبحت تتفرج على لعبة (تدوير الكراسي) ضمن فئات محددة بمعزل عن جميع الكفاءات الوطنية على كثرتها وكفاءاتها وأهليتها.


taher.odwan@alarabalyawm.net

العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :