facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هوس وجوع شديد عجيب بلقب سفير النوايا الحسنة


الدكتور خلدون راغب الخطيب
01-03-2022 02:40 PM

رغم أن لقب ( سفراء النوايا الحسنة ) ينطوي تحت خانة ( التشريفات ) ، التي يمكن أن تحصل عليها بعض الشخصيات العامة ، مقابل الاعتراف بالقيمة التي تضيفها إسهاماتهم الإنسانية في تحويل مشهد الحاضر إلى الأفضل ، فإن بعض شخصيات الوطن العربي ، قد يغفلون أحياناً جانباً مهماً من التزامات ومسؤوليات هذا التكريم ، الذي يتم فيه الاستعانة بشهرة هؤلاء الأشخاص وقدرتهم على التأثير في مجتمعاتهم ، لمعالجة بعض قضاياه الاجتماعية والإنسانية بشكل يسهم في تغيير مجريات الأمور على أرض الواقع ، ويساعد على نشر الوعي العام بضرورة تبنّي هذه الشخصية العامة للقضايا الاجتماعية والبيئية والثقافية والإنسانية المحلية والدولية وغيرها.

هناك هوس وجوع شديد عجيب في ما يتعلق بلقب سفير النوايا الحسنة ، بين يوم وليلة تسمع عن لقب سفير النوايا الحسنة لشخص لا يملك أي مؤهلات تذكر سوى أنه ( يجعجع ) بأعلى صوته في وسائل التواصل الإجتماعي والمنتديات والصالونات ، وتخرج واحدة من حيث لا ندري لتعلن أنها سفيرة منظمة لشؤون أصحاب الهمم ، وغيرها الكثير من الألقاب والمسميات العجيبة والغريبة ، القاسم المشترك فيها البحث عن الشهرة واللقاءات التلفزيونية والصحافية ، واللقاءات مع المسئولين وغيرها وتحصيل المنافع الكبيرة إسم سفير النوايا الحسنة .
من أجل الشهرة لم أعد أستغرب أبداً إنتشار عشرات الألقاب ، وغالباً تم شراؤها في مناسبات مدفوعة الثمن ، دون أن يكون لصاحبها أي تأثير إيجابي في المجتمع ، في استخفاف رخيص بالمتابعين وأصحاب التخصصات ، وعلى النقيض من ذلك أصحاب الإنجازات الحقيقية والابتكارات ، ومن قدّموا خدمات إلى المجتمع بكل إخلاص وتفاني ، فنجدهم دائماً خلف الكواليس لأنهم لا يجيدون تسويق أنفسهم ، ولا يحبون التصوير والتصنع والاستعراض ، والأسوأ من ذلك أن العديد من المؤسسات الإعلامية باتت تستضيف من لا صنعة له سوى الكذب والتضليل على المشاهدين والمتابعين ، فصارت طريقة من طرق الانتشار والدعاية لمن لا يستحق.

قد لا تكون تلك الألقاب مؤثرة ، وربما تقتصر على كونها نوعاً من أنواع البرستيج فقط ، هنا قد يكون الموضوع أقل خطورة لأنه لا يسيء إلى أحد ، ولا يقدم أي ضرر ، لكن هناك فرق عندما تكون تلك الألقاب نتيجة التزوير والشراء ، لنفرض أن أحدهم قدم نفسه على أنه خبير في تخصص معين ، وأخذ يروج طريقة جديدة في إختصاص معيّن ، رغم أنها لاتزال قيد الأبحاث والدراسة ، ثم نكتشف بالأدلة الدامغة أن المؤهلات ليست حقيقية ، والطريقة نفسها غير قابلة للتطبيق ، هنا يتحول الموضوع إلى قضية لا يمكن السكوت عنها ، ويجب التحقيق فيه ، ومساءلة كل من كانت له يد في بث ونشر الوهم والكذب على الناس البسطاء والمجتمع.

المجتمع الأن في الوقت الحاضر أكثر وعياً من السنين الماضية ، وأصبحت لديه القدرة على كشف الأكاذيب والتزوير وبائعي الأوهام ، وغيرهم ممن يسلكون تلك الطرق الملتوية ، ولم يعد الموضوع مقتصراً على الجهات الرسمية ، بل إن أفراد المجتمع أصبحوا شركاء لا يُستغنى عنهم في كل كشف مثل هؤلاء.

أخيراً وليس آخراً .. لابدَّ أن أذكر أنه في وقتنا الراهن ما أكثر الكاذبين الباحثين عن الشهرة ، وما أكثر الإمَّعات الذين يصفقون لهم !





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :