كل يوم جمعة ومنذ سنوات يلتئم في قرية بلعين شمال رام الله شبان وشيوخ رجال ونساء فلسطينيون في مسيرة سلمية او لنقل ''معركة سلمية'' ضد جدار الفصل العنصري الإسرائيلي، ويتحدث في هذه ''المعركة'' مثلما كان يحدث في سيوتو بجنوب افريقيا: جرحى وقتلى ومختنقون من الغازات المسيلة للدموع مرميون على اطراف السناسل الحجرية وجذوع أشجار الزيتون وتحت اغصانها.
الجديد.. في احدى هذه ''المعارك السلمية'' للفلسطينيين التي تجري كل يوم جمعة ا، فقد طال الرصاص الإسرائيلي جمجمة متظاهر أميركي من سان فرانسيسكو وعين متظاهر ياباني تم نقلهما بحال الخطر الى مستشفى برام الله.
ما يجري في بلعين بفلسطين الان وجرى مثله في قانا بلبنان وفي سيوتو بجنوب افريقيا في نهاية القرن الماضي حرّك الكثيرين في هذا العالم ومنهم الكاتب النرويجي (يوستن جاردر) ليقول: (لقد حان الوقت ان تبدأ في تعلم درس جديد: لا يجب ان نعترف بالدولة الإسرائيلية، اننا لم نعترف بنظام جنوب افريقيا، وعلينا الان ان نعود انفسنا على فكرة: ان دولة إسرائيل في صورتها الحالية يجب ان تكون في ذمة التاريخ، نحن لا نؤمن، بما يقال ان لله شعبا مختارا، مثل هذه التصورات مثيرة للسخرية ولا يجب ان نعقلها بينما نراهم يرتكبون الجرائم، عندما يتصرف شعب وكأنه شعب الله المختار فذلك ليس غباء ... فحسب.... ولكنه أيضا انتهاك ضد الإنسانية ونحن نسميه عجرفة!؟.