facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عالم القردة الافريقية


طاهر العدوان
11-08-2010 04:12 AM

احتاج الامر الى 9 شهداء من الاتراك وعدد من السفن التركية في اسطول الحرية كي تتكسر بعض حلقات الحصار الصهيوني على قطاع غزة, لا يوجد فضل في ذلك الى بيانات القمم العربية في الكويت والدوحة وشرم الشيخ وطرابلس. كما لا يوجد فضل لوزراء الخارجية العرب الذين اذا ما جَلَسْتَ في ساعة صفاء, وراجعت اجتماعاتهم وبياناتهم منذ 3 سنوات حتى اليوم فلن تجد غير قبض الريح وكلام كبير لم يحرك ساكنا في اصغر حشرات الارض.

اليوم, يفتح فصل جديد, من ملحمة اسطول الحرية, انه فصل هزلي بامتياز. امس الاول كان الارهابي نتنياهو يتصدر نشرات الاخبار العالمية وهو يجلس للاستجواب امام ما يسمى بلجنة التحقيق الاسرائيلية عن الاعتداء على اسطول الحرية. كان الرجل مبتسما سعيدا وهو يستخدم منصة لجنة التحقيق لشن هجوم على الضحايا وعلى المحاصرين في قطاع غزة ويحملهم مسؤولية كل ما يحدث. فيما تغيرت ملامح وجهه وهو يتحدث بكلام حازم بان لا احد في هذا العالم يستطيع ان يحقق مع جندي اسرائيلي?

في لاهاي, ايضا, تنقل وسائل الاعلام العالمية محاكمة رئيس ليبيريا السابق تايلر بتهمة ارتكاب جرائم حرب. في الواقع, لم نسمع ونشاهد من جرائم هذا العسكري الافريقي الا بعض صور صحافية نقلها صحافيون مغامرون او وكالات الانباء, ولهذا لم يجد المحققون من شاهد الا ناعومي كامبل, عارضة الازياء من اصل صومالي, قيل انها تلقت مجموعة من مجوهرات الالماس. لكنها تبرعت بها الى مؤسسة منديلا على حسب قولها.

ماذا, لو كان نتنياهو او باراك متهمين امام منصة المحكمة الدولية في لاهاي, دعونا نتخيل ذلك. سيكون هناك بث بمئات الساعات لأشرطة متلفزة تنقل بالصوت والصورة مشاهد الجرائم الاسرائيلية في حربها الاخيرة على قطاع غزة, ولن يكون ما حدث لاسطول الحرية الا مجرد شريط من كومة كبيرة من الاشرطة والدلائل والقرائن تجعل قادة اسرائيل اشهر مجرمي الحرب في التاريخ.

لكن هذا العالم, وفي مقدمته عواصم العرب, يتعاملون مع الجرائم الصهيونية, وفق قاعدة القردة الافريقية الثلاث, لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم. لهذا مرت قرارات محكمة العدل العليا ضد الجدار الاسرائيلي من دون ردة فعل, ولهذا يتلاشى تقرير لجنة غلادستون عن الجرائم ضد غزة من ذاكرة العالم الحر. ولهذا اخيرا شكل مجلس الامن لجنة تحقيق دولية من 4 اطراف, احدها ويا للعجب هو الطرف الاسرائيلي. تخيلوا اي لجنة تحقيق هذه!! .

شيء واحد ينساه او يتجاهله قادة اسرائيل وانصارهم في امريكا واوروبا كما يتجاهله المتخاذلون العرب, وهو انه كلما سال مزيد من الدماء على مسرح الجرائم الاسرائيلية ضد الفلسطينيين كلما ابتعدت اية فرصة لقبول اسرائيل في المنطقة وتحقيق السلام, فـ ( طنجرة الضغط الفلسطينية والعربية) يعلو صفيرها بالغليان يوما بعد آخر, واسرائيل في النهاية ستدفع ثمن جرائمها لان الدم المسفوح ليس ماء, ولان الاوطان ليست مشروعا عقاريا اسمه المستوطنات.


taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :