facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما معنى تفقد الحياة يا حكومتنا الإلكترونية


د. ماجد الخواجا
12-03-2022 02:02 PM

إلى رئيس الحكومة شخصيا
إلى :
وزير المالية – مديرية التقاعد
وزير العمل – مؤسسة الضمان الاجتماعي
وزير الداخلية – دائرة الأحوال المدنية
صناديق التقاعد في النقابات

شاهدت فيديو لأحد الإخوة الخليجيين يتحدث فيه عن كيفية قيامه بالحجز لغرفة في فندق خمس نجوم في مدينة ميونيخ الألمانية، حيث أنه قام بالحجز الإلكتروني عبر البوكينج، وحصل على رقم سري خاص به، وعندما سافر ووصل الفندق لم يجد شيء اسمه موظف كاونتر الاستقبال، بل صعد إلى غرفته وبإدخال الرقم السري الخاص به تم فتح الغرفة، وأيضا لم يكن مضطرا للتعامل مع أي شخص مباشرة، حتى أن الخدمات والمأكولات والمشروبات كانت تتم بطريقة إلكترونية، وينهي أنه من لحظة خروجه من المطار في ميونيخ والعودة إليه لم يكن ثمة تعامل مباشر مع أي إنسان في معظم الخدمات التي احتاجها أثناء إقامته.

لا أعلم كيف للدولة الأردنية التي تتباهى حكوماتها المتعاقبة بأنها أصبحت E- Government ، وأن كثيرا من دوائرها أصبح التعامل معها إلكترونيا وأنها تتحرى الوصول إلى "صفر التعامل البشري" وجها لوجه في معظم ما تقدمه من خدمات.

أقول كيف لم تستطع الحكومات أن تجد حلا للمتقاعدين الذين تطلب منهم وثيقة تفقد حياة لهم أو للورثة، مع حضور جسدي للمعاينة أمام موظف مديرية التقاعد.

ما معنى التفقد الحسي للمتقاعد ومعاينته بصريا من طرف الموظف المعني. لماذا لا يكتفى بإفادة إلكترونية ما بين دائرة الأحوال المدنية ومديرية التقاعد.

حدثني صديقي عن طريقة المعاينة لمتقاعد عجوز والذي وجد أن راتبه التقاعدي قد تم حجزه إلى حين تنفيذ ما يدعى بتفقد الحياة.

كنت أتمنى معرفة كيف يتم تفقد الحياة للمتقاعدين في الدول التي تقدر وتحترم وتكرم كبار السن فيها والمرضى والعجزة والمتقاعدين.

كيف تحافظ تلك الدول على وقار وكرامة المتقاعدين من أبنائها وتراعي ظروفهم الإنسانية، وكيف يتم توقير الشخص وحفظ مشاعره بعيدا عن تصرف يشعره أنه مجرد رقم أو عهدة ينبغي تفقدها.

كيف نجد طريقة تثبت وجود المتقاعد حيا أو ورثته مع عدم إهانته أو تحميله أعباء لا طاقة له بها، طريقة لا تكون على حساب راحته وأحيانا على حساب إنسانيته التي قد يضطر إلى دفعها من أجل مواصلة الحصول على الراتب التقاعدي.

أفهم أن لوزارة المالية ولصناديق التقاعد الحق في المحافظة على الأموال الخارجة منها والداخلة إليها والتأكد من أن الصرف لمن يستحقه فعليا، وهذا واجب عليها، لكن هذا الحق والواجب لا يعني أن تقوم بوسائل غير إنسانية من أجل التحقق والحرص على مواردها.

إن حكاية تفقد الحياة للمتقاعدين من قبل الجهات المعنية بذريعة التحقق من استحقاق مواصلة صرف الراتب الشهري، كوسيلة لإثبات أن المتقاعد ما زال على قيد الحياة، قيل فيه وحوله الكثير ومن سنوات بعيدة أنه أسلوب يخلو من الإنسانية واحترام كرامة المتقاعدين، إضافة إلى أنه توجد طرق عديدة غير الطريقة المتبعة حاليا من أجل التحقق وتفقد حياة المتقاعدين.

لقد انتقد الكثيرون أسلوب التفقد باعتباره غير حضاري ولا يحترم إنسانية المتقاعد الذي بلغ من العمر ما بلغ، مع احتمالات وصوله لحالة صحية صعبة، وبعد أن أفنى شبابه وصحته في الخدمة الوظيفية، ليجازى بهذا الأسلوب التقليدي المتقادم.

لقد تمت اقتراحات متنوعة من أجل استبدال طريقة التفقد والورقة التي لا بد من إحضارها من المختار سابقا، وحاليا من دائرة الأحوال المدنية التي تتباهى بأن خدماتها أصبحت إلكترونية.

معالي الوزراء أصحاب العلاقة : هل لكم أن تتخيلوا ذاك المتقاعد عندما يذهب إلى البنك ويضع بطاقة الصراف أو عند موظف البنك ليفاجأ أن راتبه المتهالك موقوف لحين التحقق من أنه على قيد الحياة، هنا يتوجب عليه أن يبدأ مشوار صعب بأن يذهب إلى الأحوال المدنية في المحافظة التي يسكنها، ويحصل على ورقة تفيد أنه ما زال حيا، ثم ينتقل إلى مديرية التقاعد في وزارة المالية أو الضمان الاجتماعي أو أي صندوق للتقاعد في النقابات المهنية، من أجل أن ينظر أحد الموظفين ويعاين المتقاعد حسيا وبصريا، وليعود إلى مدينته أو قريته، لتتكرم عليه الوزارة / الصندوق بإعادة صرف الراتب له.

لا يعقل ونحن في عام 2022 أن لا تتوفر طرق حضارية وإلكترونية ومعلوماتية تستطيع التحقق من تفقد الحياة لأي مواطن أو متقاعد دون أن يتجشم عناء التنقل من المحافظات إلى العاصمة ووزارة المالية والأحوال المدنية مع توقيع المختار سابقا، حيث يمكن لمديرية التقاعد المدني والعسكري والضمان الاجتماعي وأية صناديق تقاعدية القيام بحصر وتحقق تفقد الحياة عبر التنسيق والربط المعلوماتي مع دائرة الأحوال المدنية.

مشهد ساذج حين يصر موظف التقاعد على مشاهدة المتقاعد عيانا.. ولا أدري ما العبرة والفائدة من هذه المشاهدة المزعجة والخارجة عن نطاق الإنسانية واحترام كرامة البشر.

أرجو يا دولة رئيس الحكومة ومعالي الوزراء المعنيين أخذ هذا الأمر بما يستحقه من اهتمام بحيث يتم العمل وسريعا على إيجاد آليات إلكترونية وربط البيانات بين الأحوال المدنية والجهات ذات العلاقة بالمتقاعدين كي نتوقف عن ممارسة مثل هذه السلوكات الساذجة.
إن المتقاعدين هم أنتم بعد حين .. فاعملوا لأنفسكم قبل أن تعملوا لغيركم..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :