الا يُعطى الأردن وريديا .. وما عزاء من غاب عنه وشعر بحاجته الى حقنتين لازالة احتقان الغربة وحشرجة الشغف ؟؟..لماذا لم تسفر عبقرية المغتربين حتى الآن عن اقامة محطات لتعبئة الوطن بين كل دوامة اغتراب وأخرى ؟؟...

اليس من سبيل لأن يملأك الوطن ؟؟ ... أو تحتفظ بعبوة صغيرة منه بين أمتعتك , مكتوب عليها يحفظ بعيدا عن أيدي العابثين ... ودواعي الاستعمال عند الحاجة فقط .

جاهدا , كنت احاول خلق البدائل والحلول .. وما النتيجة .. لا بدائل أو حلول .. وها انا من جديد أتسمر اما شاشة التلفاز متابعا لأول مرة في حياتي " حركة السفن والطائرات " , الطائرات فهمناها "بس شو علاقتي بالسفن" .. ألله أعلم .

حركة السفن والطائرات , فقرة يومية يبثها التلفزيون الأردني أتابعها ودموعي في عيني وأحسد جميع منهم ضمن قائمة القادمون قائلا : هنيالهم وعقبال عندي وانا معاهم .

أخاف من المواجهة , وأي مواجهة , بعد شهر من الآن سأكون في الأردن , كشفت لأخي الذي هاتفني أمس عن سر خطير , قلت له انا أضعف من الأردن ولست قادرا على استيعابه هكذا .. جرعة واحدة .. انه الأردن كامل الدسم والجرعة المفرطة قاتلة ولا يستوعبها مجنون بحبه مثلي .

طالبني أخي عدم الافراط بالتفاؤل مؤكدا : لم يتغير شئ منذ غادرت , لكنها يا أخي خمسة عشر شهرا قضيتها خارج الزمان وخارج المكان ومعلقا بين فرحة الانعتاق ولوعة الغصة والاشتياق ... هو الأردن بكل ما فيه , جميل .

ما زلت خائفا , يا ألله ما أسوأ السفر بالطائرة , حيث أنك بسيارتك وبالسفر عبر البر تصل تدريجيا وتحط عليك نسمات الأردن على فترات أما الطائرة تسقط بك مباشرة الى عمان ولا تعطيك فرصة أخرى سوى ملامسة عمان وثرى الأردن هكذا مباشرة ودون سابق انذار .. صدقوني .. الموقف يحتاج لرجولة نادرة وقدرة استثنائية , أدعو ربي أن يجعلني قادرا على ملاقاة الأردن على أرض المطار.