إن عملي كباحث طيور في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة يتطلب مني أن أقضي وقتاً طويلاً في الميدان تحت الشمس، ولكن بعد سنوات من الخبرة، أنا الآن أعرف كيف أنجز عملي بدون أن أتعرض للأذى من الشمس.

أولاً، أنا أحاول الابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة قدر الإمكان عن طريق الاحتماء بالظل ولكن لا يمكن تحقيق ذلك دائماً، ولذلك أقوم باتخاذ الاحتياطات اللازمة؛ فأقوم بارتداء الملابس الخفيفة ذات الألوان الفاتحة والأكمام الطويلة، إضافة لقبعة الرأس كما أحرص أن تكون الملابس واسعة وفضفاضة لتسمح بالتعرق. كما أستخدم أحياناً واقي الشمس ولكني أعلم أنه يجب علي استخدامه بشكل أكبر.

هناك نقطة أخرى مهمة جداً وهي السوائل، فمن المهم جداً أن تحافظ على ارتواء جسمك بشرب الماء والعصائر وغيرها لتعويض المعادن إضافة للماء. لذلك فإن من الضروري جداً أن تستمر بشرب السوائل حتى ولو لم تشعر بالعطش، فالعطش ليس المؤشر الوحيد على الجفاف.

في رمضان، أحاول أن أقلل من العمل الميداني قدر الإمكان وعندما اضطر للعمل تحت الشمس فأكون أكثر حذراً من الأيام العادية.

إن نصيحتي للجميع هي: لا تحاول أن تتحدى الطبيعة، لا تقلل من تقدير الشمس ولا تزيد من تقدير نفسك، فأحياناً تشعر أنك قوي لدرجة كافية لتستطيع تحمل الطقس الحار ولكن عليك ألا تفعل هذا. فمهما كان الجسم قوياً، يمكن أن يصاب أي شخص بضربة الشمس أو يتعرض للجفاف. في إحدى المرات، لم أكن مستعداً للأمر وأمضيت فترة طويلة تحت الشمس فأصبت بضربة الشمس والحمد لله أن كان الهاتف معي فطلبت المساعدة فوراً، وبعد عدة أيام في المستشفى استعدت صحتي. لقد كنت محظوظاً، فقد كان من الممكن أن يكون الوضع أسوأ من هذا، فضربة الشمس يمكن أن تهدد حياة الانسان.



محمد دهيسات
باحث طيور، الجمعية الملكية لحماية الطبيعة
عن درهم وقاية.