مسوس قرية تقع جنوب شرق بنغازي في ليبيا كان قد أسس بها السنوسيين زاوية كمركز إصلاح و تعليم أسسها الصوفيون في ليبيا و غيرها من دول شمال أفريقيا كالزاوية الدلالية في المغرب ، و في عهد الإحتلال الأوروبي تركز عمل هذه الزوايا على الجهاد و نشر ثقافة المقاومة .

و في صباح الثالث من آذار سنة 1914 بدأت المعركة الحامية حين تمكنت القوات الإيطالية من تدمير زاوية مسوس و بدأت المقاومة الليبية جهاداً بطولياً كبدت فيه الجيش الإيطالي مئات القتلى و بالمقابل خسرت المقاومة مئات الشهداء و أصيب بهذه المعركة القائد ( نجيب سعد العلي البطاينة ) الذي استشهد في الرابع من آذار سنة 1914 ليدفن في قرية مسوس بعيداً عن وطنه و أهله بعد معارك كان نجمها و فارسها و بطلها فجائت شهادته على الأرض الليبية تأكيداً على عروبة و قومية المعركة ضد الإستعمار في مغرب الوطن و مشرقه ، و بقي الشهيد الأردني في ذاكرة الشعب الليبي و قيادته حتى يومنا هذا .

أما الكرامة و هي القرية الأردنية الباسلة في الأغوار التي سطر بها نشامى القوات المسلحة في الثامن و العشرين من آذار لسنة 1968 ملحمة البطولة وكان من كوكبة الفرسان بها الشهيد نجيب (راتب) محمد السعد البطاينة إبن شقيق شهيد المشرق العربي في مغربه نجيب السعد البطاينة الملقب ب ( نجيب الحوراني ) . و كلاهما ولد في الحي الغربي من إربد و كلاهما استشهد في شهر آذار في ريعان شبابهما و كلاهما كان نجيباً .

في العام الماضي و حين التقى قائد الثورة الليبية بالوفد الشعبي الأردني الذي كان برئاسة رئيس النواب آنذاك عبد الهادي المجالي أشاد العقيد بتضحية الأردنيين على أرض ليبيا من خلال الشهيد نجيب السعد البطاينة الذي زين اسمه اجمل الشوارع في بنغازي و طرابلس مثلما يذكره أبناء رفاقه في معارك الشلظيمية و الكردايسي و محروقة و مسوس .

و خلاصة القول ما أجملها من مناسبة لو أطلقت بلدية إربد و أمانة عمان على شوارعها أسماء لتلك القرى و المدن الليبية التي روت ترابها دماء جراحات شهيد أردن الحشد و الرباط نجيب الحوراني سيما أن شهداء معركة الكرامة الأردنية قد زينت ليبيا أجمل شوارعها بإسم الكرامة . و سيبقى النشامى الأردنيون في ذاكرة الوطن العربي بمشرقه و بمغربه و من محيطه إلى خليجه . حمى الله الأردن و الأردنيين و إن غداً لناظره قريب .
faisalbatayneh@gmail.com