facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رقصة الشمس ..


محمد رفيع
02-07-2007 03:00 AM

من الطبيعي أن يغرق العرب في غزة. وقبل أن تغرق هي، أي غزة، في بحرها، أو في رمل سيناء.لم تعد الأخطار تتربص بالرجاء، وحسب. فالصحوات، التي تُحدثها شمس السراب عادة، تكف عن فعلها. تماماً كالسائرين في العراء. أو كمن تلبّس العراء مسيرهم: بداهات تنقلب على ذاتها. وصول متأخر إلى أسئلة الحقيقة. فشل في صياغة أسئلة الحاضر. ساقطون لا يسقطون وحدهم. عبثٌ لتعويض عجز السياسة بقوة قوانين، يدرزها خياطون على عجل. وركض سريع على رمضاء، نحو مقادير من الرمل.

على ورق التبغ، صاروا يكتبون مآثر الشعوب. ومنها مأثرة ألمانية تقول: عند كفاحك من أجل الحقيقة، لا تلبس أجمل ثيابك . وفي بلاد وضعها الربُّ على طريق الغزاة والفاتحين ، يلبس المحاربون آخر صيحات الجاب والجينز ، وأقنعة قذفها طريق الحرير الجديد لتوه، على معابر اختلفوا في تسميتها.

كلما انحلّت عقدة نصٍ، جاءت أختها. فصار اليأس، بتكراره الممل، جنّازاً. وقطرات الضوء القادمة من دمهم، تنقلب بسحر عجيب إلى عتمة.

غزة تخلع ثيابها، ولا تتعرى. فعُريها فاضح، منذ أكثر من ستة عقود. لم يعلمونا في المدارس، ان غزة كانت البوابة التي استباح فيها الغزاة شرق المتوسط كله، قبل تسعة عقود.

فمنها أُحتلّت مدن، بعد تمنع. ومنها قدّم الجنرال أللنبي القدس هدية للأمة البريطانية بمناسبة أعياد الميلاد . وفيها دفن الغزاة والمدافعون أكثر من خمسين ألفاً من قتلاهم. ومن غزة امتدّت طريق الفاتحين الكومنولث إلى دمشق وحلب وبيروت.

ورغم هذا، لم يتنبه العرب إلى قيمة غزة الاستراتيجية، بعد ان حوّلها الاحتلال الجديد إلى مكب بشري يشبه اللعنة. وحدها الجامعات العبرية، اكتشفت مؤخراً ان العثمانيين حكموا فلسطين كلها، وبعض جوارها، بعائلات غزة، وطوال أكثر من أربعة قرون.

ضلعان من قارتين هي غزة. يركد فيها المتوسط، ويرق، كما لا يفعل البحر في أي مكان في الدنيا. أربعون كيلو متراً، هي آخر ما تبقى للعرب من متوسط فلسطين . مستودع من البشر، هو هو الحكاية الفلسطينية كلها.

بالأناشيد الرديئة يُفقدون البحر لونه. فتحتل الكآبة ما تبقى من هواء البحر. هم يعرفون، وخصومهم أيضاً، تفاصيل الفضيحة. فهذا الصخب محمول على حرس وعسس صخبٌ يرتجله هواة متعجلون، ويبرره كتّاب وأدباء وشعراء محمولون على ناقلات جنود وفضائيات.

عند الشعوب البدائية، تتشابك طقوس الدين بطقوس الحرب. وعندهم، ان رقصة الشمس هي صلاة عنيفة، من أجل الثأر والانتقام. صلاة وصلوا إليها بعد أن تحولت مآثر الحرب، ومجدها العسكري، إلى مضمون أساسي ووحيد للعبادة.

ثمة أحدٌ، أو أحدات ، يوهم المتحاربين هناك، بأن التاريخ يمكن له ان ينتظر أمة، أو شعباً أو قبيلة، تموت قيمها وثقافتها، وتترك لخصومها حرية اقتلاع علامات البطولة والشهامة والكرامة الحقيقية على طول حدود ثقافتها في كل الاتجاهات.

بنبض محرّم. وقبضٍ معمم. يستتر إرهاب أصيل خلف حجاب. فتكف اسئلة العصر والبداهة عن جدواها. وتبدأ، هنا وهناك، أزمان أخرى مختلفة..!!

FAFIEH@YAHOO.COM








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :