facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الإعلام الروسي بين الخصم والحكم


هاشم الحديد
14-04-2022 03:38 PM

لا يخفى على أحد أن الإعلام وأدواته شكلت في الوقت الحاضر أداة لإدارة الصراعات وتوظيفها كفرصة يمكن استغلالها سياسياً واقتصادياً في الأزمات بين الدول، وفي هذا السياق لا بد من أخذ نظرة على الحملات المنظمة التي شكلها الإعلام العالمي في الأزمة الروسية – الأوكرانية، والدور الذي لعبته في توجيه المشهد العالمي، بعيداً عن الحيادية والموضوعية في نقل الحقيقة.

بداية إن تبني مجلس الدوما الروسي قانوناً بفرض عقوبات جنائية وغرامات على المنشورات المزيفة التي تشوه سمعة الجيش الروسي، والتي تدعو لفرض عقوبات على روسيا في بداية الصراع، جاء كحالة تضييق خناق على المعارضة الروسية، وحرية التعبير، ضمن نطاق الداخل الروسي والمساس بقيمها، وهو ما برره المجلس بأنه حماية للوحدة الوطنية، ومنعاً للمساس بالروح المعنوية لدى المقاتلين الروس في أوكرانيا. وربما يأتي كل هذا في سياق ما وصفته المتحدثة بإسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأننا الآن أمام "تيار هائل من التزوير" حول تصرفات الجيش الروسي في أوكرانيا. سبق ذلك تصريح للمتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، والذي تحدث عن ما يجري في ظل الحملة الإعلامية ضد روسيا بأنه استثنائي والقانون الصادر من مجلس الدوما والأوضاع الحالية تتطلب تدابير استثنائية.

في المقابل، يمكن للمتابع أن يلاحظ أن الدول الغربية ومن خلال الإعلام الغربي مارس الدور ذاته، بل وكان سباقاً في حظر بث وسائل الإعلام الروسية (روسيا اليوم وسبوتنيك) في بلدانهم بدعوى الحد من تأثيير الدعاية الروسية على الرأي العام لشعوبهم، وتقييد وصول المواطنيين لهذه القنوات والمنصات، وإظهار إنحياز واضح حول مجريات هذه الأزمة، تبعه شحن الرأي العام ضد كل ما يحدث على الأرض، وقد نجح واستغل هذه الفرصة لمهاجمة روسيا، من أجل إضعاف مكانة روسيا دولياً، واعتماد النشر على الانتقائية بما يخدم المصالح التي يبحثون عنها، حيث تجلت كل هذه الأمور من خلال تحييد واستبعاد الآراء التي تعرض وجهة النظر الروسية على منصات وشاشات الإعلام الغربي، بل وتم استغلالها وتوظيف الأدوات المتاحة لديهم و وجهوا الإتهامات للقوات الروسية بارتكاب مجازر وجرائم حرب على الأراضي الأوكرانية، قبل أن يتم تشكيل لجان تحقيق والنظر بنتائجها، وتجاهلوا ما تقدمت به موسكو وإصرارها على عقد جلسة لمجلس الأمن، لتقدم ما لديها حول ما حصل في مدينة بوتشا، ورفض مندوبة بريطانيا الطلب الروسي.

برأيي إن السياسة التي اتبعتها الدول الأوروبية والأمريكية بحق وسائل الإعلام الروسية، ومهاجمتها الشرسة لهم، أثبتت مدى تأثير وسائل الإعلام الروسية على الرأي العام في العالم، أضف إلى ذلك أنها فرصة حقيقية أتت لهم اليوم لا يمكن أن تتكرر لإخراج روسيا من دائرة التنافس الإعلامي العالمي، حتى أصبحوا يقودون حملات منظمة لتوجيه الرأي العام نحو هدف واحد و رئيسي هو مهاجمة روسيا وتحميلها المسؤولية عما يجري، متناسيين الهدف الذي حددته روسيا في عمليتها العسكرية هذه وهو الحد من تمدد الناتو شرقاً ومحاربة النازيين الجدد.

إن الصراع القائم اليوم، ما هو إلا دليل واضح على أن الإعلام أصبح سلاحاً فعالا يمكن استخدامه لقلب موازيين القوى بين أطراف الصراع، بل وتوظيفه من أجل استخدام أساليب جديدة في التهويل، ووسيلة من وسائل الحرب النفسية الحديثة، أضف إلى ذلك أننا الآن نشهد الحرب العالمية الأولى إعلامياً على مدار التاريخ، وهذا سيفتح أفق جديد وحلقة ناضجة لأساليب التعامل مع وسائل الإعلام الرقمية، ومنصات التواصل الاجتماعي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :