facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قانون تجريم الانتحار


علي الزعتري
27-04-2022 06:42 PM

كتبتُ قبل أشهرٍ عن الانتحار و دعوتُ لإيجاد وسائل يلجأ لها اليائس من الحياة فيجدَ من ينصحهُ ويأخذه باليد من ضيق السبيل لساحات الأمل، و يعالجه إن كان موسوساً و مريضاً. المرضُ الذي يؤدي للانتحار متعدد الصفات و فيه يصارع المريض بين رغبةٍ بالخلاص و صبرٍ على مشقات المرض خاصةً تلك الأمراض المزمنة و العضال. الأمر ليس سهلاً لآلاف الناس الذين ابتلاهم الله بالمرض و ابتلاهم الوسواس بالخلاص السريع. في الغرب ابتدعوا القتل الرحيم و خاض القانون به ما بين موافق و معارض. يذهب البعض لسويسرا حيث يموتون رحمةً بلا ألم، و هو انتحارٌ، لكنه قتلٌ بكلامٍ و أسلوبٍ مُلَّطفٌ للمريض و مواساةٌ لعائلته. لكنه انهزامٌ مهما فَسَّرتَ الحدث. و عندنا اختلف أهلُ العلم في الانتحار. ما بين من يضعه في خانةِ الكفر ومن يضعه بلا تكفير في خانة الذنب الكبير تاركاً الحكم لله.

في محصلةِ الأمر الانتحارُ فِعْلةٌ لها سببين أحدهما وجيهٌ والآخر مشكوك فيه. الوجيهُ أصْلُهُ المرض و عِللُ النفس و يأْسٌ مستحكمٌ يدفعُ الإنسان للخلاص بالموت. و المشكوك فيه هو التهديدُ بالانتحار لجلبِ الانتباه والاهتمام لحل مشكلةٍ ليست لها علاقةٌ بمرض، مثل البطالة و الظلم الوظيفي و المشاكل العائلية. هنا إنسانٌ صحيحٌ في صحته و بنيته يختار التهديد بالانتحار علناً و يرجو وساطةَ الناس لحل مشكلتهِ. نيةُ الانتحار وسيلةً وهي وسيلةٌ طالما أرهقت المختصين بالسلامة والأمن كون مرتكبيها يختارون أشهر الأماكن لعرضِ مشاكلهم بالتهديد بالانتحار و عندها تتوقف الحياة لآلاف المارين بهذه الأماكن ريثما يتراجع المنتحر بواسطة المتدخلين من رجال الأمن و الدفاع المدني. و لذلك حقٌ منعهم بالقانون من اتباع هذه الوسيلة الخطيرة. و إن لتبعوها فيجب أن يأخذ التحقيق مجراه لاستيضاح الأسباب و الخلوص للعدل فيها. أما المنتحر عن مرضٍ و يأسٍ مستحكم فهو يُنهي حياته بصمتٍ و سرعة لأن هدفه فعلاً هو الموت السريع. و هذا حقٌ علينا معرفته قبل انتحاره و علاجه، و علاجه لو نجى من الموت.

إن المنعَ بالقانون سيكون قاصراً دون خلقِ معالجاتٍ غير عقابية تعددت أنواعها. مثلاً هناك رصدٌ طبيٌّ متدربٌ لمن قد يُقْبِلُ على الانتحار و بالتالي يساعد الرصدُ في الوقاية بالعلاج. هذه المهارة تحتاج تعليماً و تدريباً و جهةً لللجوء لها عند الاشتباه بنوايا الانتحار. و هناك مراكز تُفتحُ لكي يلجأ لها الراغب المضطر للانتحار فيجد العلاج اللازم. و منها جمعياتٌ نفعية أهلية يمكن أن تنشط في هذا الشأن. و ينبغي للإعلام أن يتناول الموضوع بالإرشاد لهذه المراكز العلاجية.

لن يمكن وقف الانتحار و لكن يمكن الحد من أعداد المنتحرين بالإرشاد و بالقانون. حتماً إن من يُقْدِمُ على الانتحار لجلبِ الانتباه يختلفُ عن من يُقدمُ عليه مرضاً و يأساً. علاجُ كل حالة ليست في الردع والتخويف و لكن في العلاج الوقائي و اللاحق لمن ينجو من الانتحار، و يبقى تطبيق العقوبة رهن رأي ومشورة المختصون الأطباء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :