facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




واحة رغداء في عين العاصفة


د. رائد الرفاعي
11-05-2022 02:46 PM

بات من المعروف لدى الجميع أن ما كان يحصل في الوطن العربي من اضطرابات تعصف به كان نتيجة أيادٍ علنية منها وخفية أيضاً عابثه ترمي إلى إحداث الويلات لتحقيق مكاسب على حساب الشعوب العربية ، وما ساعد على ذلك كان سوء الإدارة وفشلها أحياناً بالتعامل والتعاطي مع الأزمات بالمستوى المطلوب ، فتشتد العواصف الهوجاء واحدة تلو الأخرى لتطيح بالأنظمة ورموزها.

فبعد اجتياح الولايات المتحدة الأمريكية للعراق وما ذاقه الشعب العراقي من ويلات ، جاء الربيع العربي ليعصف ويطيح بزعماء عرب ويُسقط أنظمتها ويفتح الباب لمن يهمه الأمر لرسم المطامع والمصالح المرتجاه من ذلك البلد المنهك من نظامه السابق ، فشهدنا ما شهدناه من أزمات بالعراق وتونس ومصر وسوريا واليمن والمعاناة من الإرهاب اللعين والأزمات الإقليمية والداخلية في المنطقة ككل ، والتي باتت معروفة لدى المُشاهد ، وها هي عواصف الأزمات الإقتصادية التي خَلَفت جائحة كورونا اللعينه وكشفت حجم الفساد الهائل وسوء التقدير والإدارة قد ضربت أعماق الوطن العربي لنشهد كيف أعلنت دولة لبنان عن إفلاسها ، وتتعالى صيحات الحكومات العربية في ظل الصعوبات الإقتصادية التي فُرِضَت على المنطقة نتيجة المعطيات السياسية الدولية والنزاعات لاسيما الحرب الروسية الأوكرانية التي باتت تهدد الأمن الغذائي وإستهلاك الطاقة على مستوى العالم ، ويتسائل القارئ وله حرية التقدير والإجابة هل هي الصدفة التي وضعت الوطن العربي في فوهة المدفع ؟ أم هي مؤامرة لإبتزاز مصادره الحيوية عن طريق اختلاق الأزمات وزج تلك الدول للتعامل مع ملفات لا تعنيها من الناحية الجيوسياسية؟

وإذا ما أمعنا النظر في قلب الأعاصير لا يفوتنا إلا أن نرصد بنظرة تعتريها الدهشة واحة أمن وأمان ومعدن للمحبة والسلام والإستقرار في قلب العاصفة ؛ فنتسائل كيف كان لها أن تنجو بين تلك الأمواج العارمة المتلاطمة في بحر لجاج على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني!

نعم عزيزي القارئ
إنها المملكة الأردنية الهاشمية التي ضربت امثالاً رائعة راسمة بها تاريخاً مشرفاً يتجذر ببصماته التي يشهد لها القاصي والداني فكانت أنموذجاً يحتذى به عن طريق التعامل مع الأزمات بسياسة ذكية ومحنكة ومعتدلة نابعه عن علم وكفائة ، فشهدنا قيادة هاشمية حكيمة وإلتفاف شعبي جلي و واضح وقوي حول قيادته ، وبالرغم من شح الموارد والدعم الدولي وقلة السيولة المالية غدت المملكة الأردنية الهاشمية جنة أمن وأمان وملاذاً لكل أبنائه من الأقطار الشقيقة التي عانت من ويلات الحروب العاتية ، وتبقى هي الأردن ذات المواقف المشرفة مع القضية الفلسطينة التي طالما أعتبرتها القيادة الأردنية من أهم القضايا المطروحة وأهم المفاصل التاريخية التي تبناها جلالة الملك عبدالله الثاني كما هي الوصاية الهاشمية التي يحملها على عاتقه لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في فلسطين والذي يتابع شؤونها ومصالحها بالتنسيق المشترك مع كافة الأطراف بشكل يومي ومن دون كلل ، أما رسالة عمان والتي أصبحت نهج حياة لأبناء وبنات الأردن قد حملت بين سطورها تلك القيم والمباديء التي تحث على التعايش السلمي بين الأديان والمذاهب والوقوف على مسافة واحدة من الجميع وتوحيد الصف وترسيخ مفهوم المواطنة على أساس العدل والمساواة والحرية الدينية والتعريف عن الدين الإسلامي الحنيف وإرساء المفاهيم الإيجابية لسماحة هذا الدين وما يبثه من محبة وسلام وإعتدال ، إذ كان لرسالة عمان الأثر الإيجابي الكبير على الصعيدين الإقليمي والعالمي ، وإننا كنا نتمنى لنتمنى أن نشهد تعاون دولي إقليمي مشترك بين الأشقاء العرب لتبادل الخبرات والأخذ بالنماذج الطيبة على نهج النجاح والصلاح كما هي الكثير من الدول المجاورة ذات الثقل السياسي والبصمات الناجحة.

تلك هي الأردن الجميلة بطبيعتها وفصولها وتضاريسها وشعبها وكافة أطيافها ومؤسساتها وقيادتها ما إن دخلتها عزيزي القاريء حتى تلتمس التنوع والإنسجام في آن واحد فسلام على شعب وقيادة يلتحمون معاً لبناء الحضارة وتعزيزها وإرساء تلك الهوية النادرة بهذا الثِقل المنيع.

حمى الله أوطاننا كلها من كل شر وأنعم على شعوبنا بالسؤدد والرخاء!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :