في الرسالة الملكية التي عبر فيها جلالة الملك عبدالله الثاني أمس الخميس عما كان يختلج نفوسنا وعقولنا، ورد كخطاب ملكي حازم إزاء كل ما يسمم حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فلا ولاء الا للملك ولا ملك الا عبدالله الثاني، فنحن لا نجتزئ البيعة ونحن لا ننتقصها ولا نصوب ولاءنا في ال البيت الا لعميد واحد.
ونجل ونقدر البقية في هذا البيت الذي حبانا الله بحكمة ورشد حاكميته، ولم يتسن لدولة في العالم في التاريخ الحديث او القديم ان يستقيم امرها اذا كان هناك فيها اجتزاء في البيعة حتى ان دولة الحجاز اثناء الخلافة الاموية قد ضعفت من أركان الخلافة حتى تدخل ما كان مؤلما واليما حين دك الحجاج الأماكن المقدسة، وقتل عبدالله بن الزبير وربما يكون المثال مبالغا فيه ولا نتفق ربما مع حيثياته وتداعياته، لكن الذين أحبوا الأمير واستمعوا اليه لم يكن معظمهم راغبون في تقويض دعائم المّلك ولم يكونوا راغبين في الابتعاد عن الملك واقتطاع البيعة وكم كنا فرحين حين أعلن الأمير توبته وبراءته من الفتنه التي كادت أن تعصف ببنائنا الاجتماعي والسياسي وصار من بين مفرداتنا ان الهاشميين لديهم مرجعية تاريخية كما لمشروعية حكمهم مشروعية دينية، وأدت الفتنه في مهدها .
لكن بقي هناك من يؤججون نار الفتنة في الداخل والخارج وإلا لما تطاول الكثير على مقدرات الدولة وإمكاناتها، فكان لا بد من رجوع الملك للذين تمكنوا ان يئدوا التدخلات الإقليمية لأجل اردن اقوى خاصة بعد انقشاع الغمة الترامبية ولأجل اردن قادر ان يكون لاعبا إقليميا في كافة الملفات وكان لا بد من وقفة شجاعة جاءت بعد زيارة الملك الأخيرة للولايات المتحدة وتواصله مع الاشقاء في مصر والمملكة العربية السعودية حيث سيكون متاحا بوساطة سيدنا الذي اقنع الامريكان بتغيير مواقفهم إزاء علاقاتهم مع بعض الدول العربية وطي صفحة الماضي وهذا ما هيأ ان يأخذ موقفا حازما مما تبقى من مجموعة الفتنة التي لا تملك بعد موافقة الملك على قرار العائلة بتجميد اتصالات الأمير من تعاظم لدورها الهدام تجاه هذا الشعب الذي وأد فتن كثيرة وبفضل هذا الشعب لم يتم اقتيادنا لمسلخ الربيع العربي كما حدث لاشقاءنا، ثم القيام بتوثيق العلاقات مع كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر لنكون على أهبة الاستعداد للتحول الاقتصادي والسياسي، وستشهد عمان في الأيام القليلة القادمة زيارات من النوع الثقيل على خلفية تنقية القلوب والأجواء لأجل ان تعود عمان عاصمة لعودة هذا الإقليم بما يكون مؤملا من احداث تغيير في الموازين إزاء استفراد الكيان الصهيوني بالاعتداء على اشقاءنا في القدس وباقي الضفة الغربية وقطاع عزة وعرب 48، وربما سيكون للحديث بقيه بعد ان يمضي بنا جلالك الملك في قيادة المسيرة بدأت القوة ولتنامي الحزم الذي يصنع وطنا اقوى.