facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جدار اليأس


طاهر العدوان
02-09-2010 06:43 AM

هذا الانبعاث الجديد للمفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين يصطدم بجدار اليأس الذي علت اركانه في اوساط الرأي العام الفلسطيني والعربي من امكانية الوصول الى سلام حقيقي يُعيد الارض المحتلة والحقوق والاوطان.

عَلّلَ انور السادات زيارته الشهيرة لتل أبيب قبل 33 عاما بأنها من اجل كسر الحاجز النفسي عند الاسرائيليين, لكن بعد عقود طوال من المحاولات الدولية والعربية لصنع سلام عادل ثَبُتَ بأن ما كان قائما ولا يزال هو حاجز الكراهية والاحقاد التي تلبست عقول قادة اسرائيل ومستوطنيها ضد كل ما هو فلسطيني وعربي وانساني.

العرب الرسميون, أقدموا بكل همّة ونشاط على كسر الحاجز النفسي في نفوسهم وفي سياساتهم وقراراتهم ففتحوا الابواب والعقول والأيدي لقادة اسرائيل, من اقصى اليمين الى اقصى اقصى اليمين. فالرأي العام الاسرائيلي لم يعد فيه يسار ولا أنصار سلام انما متطرفون ومن هم أشد تطرفا.

غير ان قادة اسرائيل لم يتركوا مناسبة من اجل تعميق الحاجز النفسي عند المستوطنين الا واستغلوها, وفي ظل مسيرة "السلام الطويلة" منذ كامب دي يد الاول, مرورا بمؤتمر مدريد, واتفاقيات أوسلو, وأنابوليس تضاعف عدد الحروب والغزوات التي قامت بها اسرائيل ضد الفلسطينيين ولبنان, كما تضاعف الى عدة مرات عدد المستوطنات والمستوطنين في القدس والضفة المحتلين. وغير اصوات الكراهية ولغة التهديد والغطرسة لم يعد في قاموس ساسة اسرائيل شيء آخر.

عام ,2002 وفي قمة بيروت العربية, وفيما كان الزعماء العرب يتوجهون الى المطار اللبناني عائدين الى عواصمهم بعد اطلاق المبادرة العربية كان الجنرال شارون يوجه قوة جيشه الرئيسية لخلع السلطة الوطنية من جذورها في حملة دموية كان عنوانها مجزرة مخيم جنين واغتيال ياسر عرفات بالسُّم في مكتبه المحاصر بمقاطعة رام الله.

وبينما كانت العواصم العربية تهلل ليل نهار لمهمة اللجنة الرباعية الدولية باعتبارها حدثاً دولياً مهماً للضغط على اسرائيل من اجل دفعها للقبول بحل الدولتين, ظهر جدار مرفوع آخر, لم يعد نفسانيا فقط, انما جدار من الاسمنت مزق الضفة المحتلة من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى نهر الاردن وجعل مهمة اقامة الدولة أمرا مستحيلا.

كل هذا السرد للاحداث المرتبطة بملف المفاوضات المباشرة والسرية وغير المباشرة, وذات الرعاية الدولية الموسعة, او الرعاية الامريكية المنفردة لم تُشعل شمعة واحدة في ظلام الاحتلال الصهيوني الكالح. ما فعلته حقيقة, هو تشييد جدار صلب من اليأس من كل شيء اسمه مفاوضات بين صفوف الفلسطينيين والعرب وهذه حقيقة لن تُغيّبها احتفالات البيت الابيض باطلاق مفاوضات مباشرة جديدة.

مع التنوية, بأن اليأس الفلسطيني والعربي من فرص السلام بسبب التطرف والغطرسة الاسرائيلية, لا يعني الاستسلام لهذا الاحتلال, ولخطابات ليبرمان وأطماع اليمين الصهيوني العفن. فمقابل جدار اليأس يُبنى جدار آخر من الايمان بانه لا يفل الحديد إلا الحديد, وما اخذ بالقوة لا يسترد الا بها. واذا كان في تاريخ الامة صفحة تقول بأن معركة تحرير القدس من الفرنجة في القرن الثاني عشر الميلادي قد استغرقت 100 عام. فان اليأس من التسوية لا يعني ابدا اليأس من تحريرها مرة اخرى مهما طال الزمن. انها سُنّة التاريخ وفرضياته, فسلب الاوطان لم يُعامل ابدا (كدين معدوم) انما كحق ينتهي باستعادته.


taher.odwan@alarabalyawm.net

العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :