facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ممارسة غير صحيّة


د. أحمد يعقوب المجدوبة
05-06-2022 12:18 AM

هنالك ظاهرة غير صحيّة تمارسها عدة إدارات لعدة مجمعات تجارية (المولات) وتتعلق بمنع الشباب الذكور من الدخول في الأعياد وعطل نهاية الأسبوع، وأحياناً في كل الأوقات.

ورغم المسوّغات التي يسوقونها فإنها ممارسة غير سليمة وتسبب الإحباط والأذى النفسي للشباب، إضافة إلى حرمانهم من قضاء حاجات أساسية او أوقات ممتعة مثلهم مثل بقية المواطنين، ومثل نظرائهم في دول أخرى.

ممارسة غريبة حقاً، ولها، مع الأسف، جذورها الراسخة في مجتمعنا منذ عقود ولكنها ازدادت مع توسع المدن وازدياد عدد المجمّعات التجارية والنموّ السكاني.

نقطة مهمة نؤكدها سريعاً.

الشباب في مجتمعنا يعانون أصلاً من أوقات فراغ، والفراغ قاتل ومُضرّ. وتمكينهم من سد جزء من هذا الفراغ بقضاء وقت في هذه المجمعات، مثلهم مثل غيرهم، يُدخل المسرّة إلى قلوبهم ويخفّف من الحرمان، ذلك الحرمان الذين يعانون منه أصلاً على عدة أبعاد.

لا يُنكر المرء هنا بالطبع أهمية عناية الأُسَر بهؤلاء الشباب وأهمية إشراكهم اشراكاً تاماً في الأنشطة العائلية، ومن بينها التسوّق وارتياد المجمّعات التجارية، ذلك أن قضاء الشاب أكبر وقت ممكن مع أسرته يُشعره بالأمان والانتماء.

وهنالك مع الأسف بعض الأُسَر التي تُهمل أبناءها في هذه المرحلة العمرية فتجعلهم عرضة للفراغ والحيرة ورفاق السوء والضياع. ومن هنا تأتي أهمية التماسك الأسري، والدعم المجتمعي.

تتذرّع الإدارات التي تمارس هذه الممارسة ببعض المسوّغات التي هي ربما لها ما يُبررها من وجهة نظرها، لكنها في نهاية المطاف مُسوّغات مبنية على أسس خاطئة ويمكن البحث عن بدائل أفضل وأصحّ.

من أهم ما يقولون إن هؤلاء الشباب يُحدثون الجَلبة أحيانا ويمارسون أنماط سلوك غير سوية كأن يتسببون في إزعاج الآخرين أو يتحرشون بهم.

وهذه ذرائع لا تُبرّر حرمان الشباب من دخول المجمعات، فالتعامل مع السلوك غير السويّ لا يكون بحرمان الشاب من ممارسة حياته الطبيعية، بل من خلال وضع الأساليب الوقائية والترتيبات والإجراءات التي تمنع حصول مثل هذا السلوك، أو تتعامل معه باحتراف عند حدوثه.

نُذكّر أن ليس كل الشباب يرتادون المجمعات من أجل قضاء أوقات الفراغ أو التسبب في إزعاج الآخرين، فمعظمهم يرتادونها لقضاء حاجات أساسية مثل التسوق أو شراء المأكولات أو غيرها. كما أن معظمهم على خُلق ويتحلون باحترام الآداب العامة.

إذاً الفئة التي قد تتسبب في الإزعاج قليلة والتعامل معها، ومع الشباب عموماً، لا يكون بالمنع من الدخول بل بوضع الترتيبات والإجراءات الكفيلة بالالتزام بالنظام والآداب العامة، ومنها التوعية والإرشادات الواضحة والتعليمات.

أجزم أنه إذا ما تم الترحيب بهؤلاء الشباب وتوعيتهم بما هو مسموح وغير مسموح والتعامل معهم باحترام فإنهم يلتزمون، وتُحقق إدارة المجمعات ما تسعى إليه من ربح، ويحقق الشباب حاجاتهم.

أما من لا يلتزم بالتعليمات والإجراءات، بعد شرحها، فيمكن التعامل معه بالأساليب الحضارية، ومنها أن يطلب منه المغادرة.

وبعد، فهذه الظاهرة غير صحيّة، وتنطوي على تمييز غير محمود، والتعامل معها يكون لا بالمنع بل بالترتيبات الحضارية المذكورة أعلاه.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :