facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قتل المستوطنين الأربعة، ومفاوضات واشنطن


فالح الطويل
04-09-2010 07:40 PM

استنكر البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية حادث قتل المستوطنين الأربعة في الخليل؛ ووصفه بالعمل الإرهابي؛ وأن من قاموا به هم أعداء السلام. بل إن البيت الأبيض أرسل تعزيته بالمستوطنين القتلى الأربعة.

يمكننا القول، إذا افترضنا حسن نية راعي المفاوضات الأمريكي، أن واشنطن تعمل على ألا يستعمل نتنياهو الحدث كحجة معلنة لإسكات المستوطنين بالسماح لهم بمواصلة الاستيطان، مما سينسف مهمتها حول المفاوضات وما تعلقه من آمال سياسية داخلية على نجاحها، أيا كان شكل النجاح. وهو، بهذا المعنى، موقف تفاوضي تكتيكي يمكن للعرب أن يقبلوه بهذه الصفة، وهذه الصفة فقط.

وفيما عدا ذلك، فموقف واشنطن موقف مؤسف لا يخدم غرضا، ويحقن أجواء المفاوضات بالسموم. فتعزيتها بالقتلى، مهما كانت دواعيها وأسبابها، تضع علامة استفهام كبيرة حول حياديتها. فالمستوطنون يقتلون الفلسطينيين كل يوم وفي كل مكان وبلا سبب. عند الحواجز؛ وإذا وقفوا للاحتجاج على تدمير كرومهم ومزارعهم؛ أو تدمير بيوتهم في القدس وخارج القدس، وهي حوادث لم تتوقف يوما، فلم نجد أمريكا تستنكر أو تعزي أحد أسر الضحايا؛ أو تشير إلى أن الاستيطان، من حيث المبدأ وقواعد القانون الدولي، جريمة حرب؛ والمستوطنون معتدون؛ ومقاومتهم، بكل الوسائل بما فيها التعرض لهم وحتى قتلهم، حق مشروع للشعب الواقع تحت الاحتلال.

اعتداءات إسرائيل تلك اعتداءات مستمرة لم تتوقف أو يتوقف تبريرها للحظة. فلقد نشر مؤخرا أن عشرات الآلاف من أطفال إسرائيل، الذين سيصبحون جنودا عما قريب، يتلقون دروسا في مدارس المستوطنين تحملهم واجبا دينيا في ضرورة قتل العرب ونزع ملكيتهم وتشريدهم، وقتل أطفالهم وأسراهم، «وضرورة عدم الانشغال للحظة، بحسب ما ورد في سفر الملوك، بمناقشات لا معنى حول ما إذا كان الضحايا أبرياء أم لا؟ فأنت، أحيانا، تطلق النار على ساق مجرم إذا أردت أن تحبط جهده بإلحاق الضرر بك... فهل الساق بريئة أو مجرمة؟!.. إلخ من هذه التعليمات.»

صمت واشنطن إزاء ذلك؛ وتصريحات نتنياهو يوم الثلاثاء الفائت بأنه لا يجب أن يسمح «للإرهابيين» بتحديد الأماكن التي يجب أن يختارها المستوطنون سكنا لهم، تنطلق كلها من قرار اتخذ مسبقا يؤكد أن المفاوضات لعبة ونتائجها ستبقى لا قيمة لها.

ذلك كله يخلق حالة من اليأس لدى الفلسطينيين ويعطي المقاومة كل الشرعية القانونية والأخلاقية بالتعرض للمعتدين وإخراجهم من الأرض ووضع حد لجرائمهم في الاستيطان واعتداءاتهم اليومية على الأرض والناس.

القول بأن حادث الخليل جاء في الوقت الخطأ، قول لا يقنع أحدا من العرب، بل هو يقدم إثباتا دمويا في أن الضمان الوحيد للأمن الحقيقي الشامل هو السلام العادل وليس المزيد من اللف والدوران.

كان ذلك هو موقف الأردن دائما وما لم يؤخذ بعين الاعتبار، فإن سلام ومصالح كل الأطراف الإقليمية والدولية، بمن فيها مصالح الولايات المتحدة نفسها، سيبقى معرضا للخطر.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :