facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التناضح العكسي


م. عبدالله فارس الشمري
27-06-2022 04:22 PM

أصبحت ندرة المياه قضية عالمية في السنوات الأخيرة، إذ تم إنشاء العديد من محطات تحلية المياه لتغطية الطلب المتزايد على المياه العذبة, وبدأ التنافس بين الدول المتقدمة لتوفير المياه الصالحة للشرب لمواطنيها، باعتبارها أهم مؤشرات التحضر والرقي وأحـد أهـم الحقوق لمواطنيها, وفي ظل شح وتلوث المياه العذبة من مصادرها الطبيعية، اتجهت دول العالم الميسورة الاقتصاد إلى الاستثمار في معالجـة ميـاه البحـر كبديل لا ينضب بالرغـم من تكلفتهـا الباهظة.

وتعددت وسائل وطرق تحلية المياة وأشهرها وأوسعها انتشاراً عالمياً طـرق التناضح العكسي (الأسموزيـة العكسية)، وهـي مـن أشهر وأفضل الطرق الفيزيائية(غير الحرارية) لمعالجة وتجهيز مياه الشرب, وتوسعت تقنياتها ونماذجها وتعددت تصاميمها وأحجامها وسعاتها حالياً, ففي هذه العملية يتم تطبيق ضغط مرتفع على المياه المالحة (مياه التغذية) لإجبار المياه العذبة على المرور عبر الغشاء, والطاقة الرئيسية المطلوبة هي الضخ، ولا حاجة للتدفئة أو تغيير الطور لهذه العملية.

يشير مفهوم التناضح العكسي إلى عملية ضخ الماء محدود الصلاحية "الملوث" أو المالح بضغط عال جداً خلال عدة أغشية للتصفية الأولية، ثم عبر الغشاء الرئيسي شبه المنفذ المسمى "الميمبرين"، والذي يسمح بمرور جزئيات الماء العذب فقط، ويمنع مرور جزئيات الأملاح الذائبة والأصباغ والعوالق العضوية.

وهي تحاكي عمل الضغط الأسموزي الطبيعي: الذي ينتقل فيه الماء من وسط المحلول المخفف إلى المحلول المركز، وهي عملية فيزيائية أودعها الخالق المبدع (سبحانه وتعالى) والسماح بنقل وتبادل السوائل والمغذيات بين الخلايا العضوية النباتية والحيوانية وضمان استمرار الحياة فيها، وسميت عكسية لأنه بالضغط الشديد بالمضخات يجبر الماء الملوث فيه لعبور الغشاء شبه المنفذ الذي يحاكي وظيفـة الجلـد البشـري وجـدران الخلايا العضـوية، ويسمح فقـط بـمـرور جزئيات الماء العذب عبر الغشاء، بينما يتم حجز الأملاح الذائبة والمخلفات العضوية في جانب المحلول المركز من الغشاء.

ونظرًا للمزايا التي تقدمها هذه التقنية مقارنة بالتقنيات الحرارية، بما في ذلك التشغيل في درجات حرارة منخفضة ومتطلبات الطاقة المنخفضة (4-5 كيلو واط / متر مكعب) ، فقد زادت حصة عملية التناضح العكسي تدريجياً لتشكل حوالي 65 ٪ من إجمالي محطات التحلية المركبة في جميع أنحاء العالم, وتحتوي مصادر المياه الطبيعية على العديد من الملوثات التي تلوث أغشية التناضح العكسي بمرور الوقت مثل المواد الصلبة العالقة والغرويات والكائنات الدقيقة والمواد العضوية الطبيعية والمعادن الثقيلة, ويمكن أن تؤدي هذه الملوثات إلى تدهور كبير في أداء أغشية التناضح العكسي عن طريق تقليل تدفق المياه والجودة التي ستؤثر بشكل مباشر على إنتاج الماء, لذلك هناك حاجة إلى عناية خاصة لتقليل قابلية تلوث أغشية التناضح العكسي عادةً من خلال استخدام طريقة المعالجة المسبقة المناسبة لمياه التغذية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :