يطالعنا يومياً على مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة المرئية والمسموعة، رؤساء الحكومات العربية وهم يطالبون وينددون ويفاوضون اسرائيل من خلال قنواتهم الدبلوماسية يساعدهم بذلك الإعلام الرسمي وتمر العقود من السنوات، وهم بنفس المربع السياسي بالعكس يفقدون ويقلصون المساحة التي كانت تتوفر لهم، وهم راضون ومستمرون دون كلل أو تعب إلى ما لا نهاية، مع أن حل مشكلة الشرق الأوسط كان فقط مصارحة الدول العربية لشعوبها بأن دول الغرب يريدون حل قضية فلسطين كما يرتأون دون أي تدخل عربي، لو تمت هذه المصارحة بين الحكومات العربية وشعوبها منذ أمد بعيد لكانت جلبت لشعوب المنطقة الرفاه الإجتماعي والنمو الكبير الإقتصادي وجنبت الصراع بين الأنظمة الحاكمة العربية وشعوبها التي وجهت أصابع الإتهام بالتقصير نحو قادتها وليس نحو العدو الحقيقي للعرب وهي أمريكا وبريطانيا وفرنسا واسرائيل.

اليوم بعد ما استيقظت الشعوب العربية على إيقاع الإستقبال الأخوي الذي تم في اسرائيل للرئيس الأمريكي في المطار والذي كان بالفعل أكثر من أخوي بين قادة امريكا واسرائيل، بل أعطى انطباعاً عاماً عربياً بأنهم كانوا سوياً طوال أشهر طويلة مضت، إنهم أصدقاء حميمين وليس فقط يشاهدون بعضهم البعض في المطار عند الزيارات الرسمية هذا يعطينا كشعوب عربية أن نطالب حكوماتنا العربية أن تركز على أمننا الغذائي وتوفير وظائف للخريجين وكبح جماح الأسعار وتخفيض المديونية الضخمة من خلال شطب ديون الدول العربية للدول والبنوك الغربية لكون شعوب منطقة الشرق الأوسط تريد من قادتها فقط تحقيق الأمن الغذائي المحلي وتوفير متطلبات العيش الكريم، الشعب العربي لا يريد سياسة ولا يريد تدمير اسرائيل لكون العرب السياسين انضموا لحلف الناتو العربي بقيادة امريكا واسرائيل اللتان تمتلكان السلاح النووي.

هل نرى في قادم الأيام تحولاً بالمنهج السياسي العربي وتحولها نحو بناء الإقتصاد ونبذ السلاح وسباق التسلح التقليدي الذي لا فائدة منه بتاتاً بوجود قوة نووية اسرائيلية في المنطقة وحلفاء لها هم قادة العالم عسكرياً ولا يستطيع العرب مجتمعين من الحصول على قنبلة نووية واحدة لمواجهة أي مخاطر من قبل دول العالم، وأن يتم توجيه جزء كبير من موازنتها العامة لبناء الإقتصاد العربي، وفتح مشاريع إنتاجية للمستهلك العربي؟، حيث لا يعقل أن الدول العربية تستورد 85% من غذاءها من العالم، وتدحل في سياق تسلح تقليدي أذهب أموالها إلى الدول الغربية وآخر المطاف لها مديونيات ضخمة للخارج، فلا سلاح استفدنا منه ولا تحقيق اكتفاء غذائي، فقط تراجع وتراجع في الإقتصاد العام العربي إلى ما لا نهاية .