برغم جوارها الازلي للماء تنام ذيبان على عطشها منذ تسعين يوما او يزيد فيما يعلو ضجيج التخريف عن تنمية لا يدري المكان سببا لتسميتها مستدامة . ذيبان تعطش وهي التي تتوسد سيل الهيدان غربا، فيما سيل الوالة على مرمى دمعة، اما الموجب فيحف طرف شالها من الجنوب . ذيبان هذه او عاصمة مؤاب جفت صنابيرها ولا احد يستجيب الا صهريج حكومي يتيم يسعى سائقه حثيثا ان يرشح ماء لاهل في ديرة اسماها الناس "الكورة" لوفرة غلالها وحمرة ترابها القاني كدم سال للتو من عزيز شاءت الاقدار ان يرحل رغم متسع من عمر .ثمة في ذيبان خيول لفرح مغامر ينام وحيدا مثقلا بوهم التاريخ وقسوة الجغرافيا . ولذيبان ذاكرة تطل وتستتر و تقاتل لتتأثث بجميل يسكنها. تقول الارجاء : انا من جنوب يبيت الطوى لا يداخل الياس روحه المتمردة.

غادرت ذيبان خصبها منذ سنوات فصارت بحيرة لعطش يتوسط الماء لكنها لا تيأس ما دامت زرقة الافق تكحل عينيها بامل يثير في روحها شهوة اكتشاف ضفاف حصونها التي غدت ذاكرة تستعيدها في الملمات.
بين اليأس من البقاء والدفاع عنه تتخذ ذيبان شخصية درامية في عالم كسيح يفترض سدنته انها من نوافل لا مكانة لها في الحياة، وهي تتساءل: ماذا لو عطش حي راق في عمان؟! .

تقول امراة بعدما انتظرت طويلا صهريج ماء وعدوها به ولن يصل: لا يمكننا ان نشتري الماء فذلك يحتاج كثيرا من مال نفتقده، كما اننا نشعر وكان في الامر توسلا ليشفقوا على بؤسنا المضاعف في هذا الصيف.
مضت وهي تنشج باكية: في مهب الوعود مضت ثلاثة اشهر ولا نعلم كم يستمر هذا الانتظار المفتوح على الالم.

قالوا ان وعودا اطلقتها مصادر بتشكيل لجنة تدرس سبب مشكلة عطش ذيبان التي كانت تشرب من ماء اللجون، لكن دون طائل فلا يزال الناس يعانون، فيما كتب شاب متندرا : موتوا بعطشكم يا اهل الكورة فلن يستجاب لكم الا بعد الحاح طويل وقهر . اشتروا ماء صحة ! صدقوا وعدا لن يتحقق برحيل عطشكم المقيم . صفقوا لحزنكم واستدعوا ذاكرتكم في مواجهة العطش، لكن تذكروا انه لا يصدق الوهم الا حمقى يموتون الف مرة على مقصلته.