facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




طاهر العدوان انتظروا الحروب لا السلام


طاهر العدوان
23-09-2010 04:16 PM

كل فشل يواجهه الرئيس الفلسطيني في المفاوضات مع حكومة نتنياهو يصب في خانة المواقف الفلسطينية والعربية المعارضة لهذه المفاوضات. المستفيد ليس فقط حركتا حماس والجهاد في قطاع غزة وعلى مجمل الساحة الفلسطينية, لكن ايضا اطراف اخرى مثل ايران وسورية وحزب الله. او ما كان يطلق عليه معسكر الممانعة.

منذ اطلاق مبادرة السلام العربية في بيروت عام 2002 ، ظلت الايدي الفلسطينية والعربية ممدودة للجانب الاسرائيلي لتحقيق سلام شامل, في هذه الاثناء حدث اكثر من تدخل اممي لإحداث اختراق, محاولات امريكية منفردة تبعها تشكيل اللجنة الرباعية الدولية, ثم مؤتمر انابوليس الذي شارك فيه معظم العرب الى جانب اسرائيل.

بالمقابل, منذ اطلاق تلك المبادرة يمكن قراءة سجل طويل من الاحداث الدامية التي شرعت بها اسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة والقطاع, ثم ضد لبنان وسورية. وبالاجمال, ومن دون الدخول في التفاصيل, كان الاسرائيليون ينفخون بقوة في الكير, لاشعال النيران هنا وهناك, فيما انشغل العرب والفلسطينيون المعتدلون, بصبر يعجز عنه ايوب, في تقديم التنازلات والتطمينات وتهيئة المناخات (لتدليل) قادة اسرائيل واغرائهم لتقديم اي (تنازل) ولو بسيط.

وانا استخدم كلمة (تنازل) واضعها بين قوسين, لاكشف عن مأساة الوضع الراهن, بعد ان نجحت اسرائيل, وبتأييد امريكي, بتحويل الاحتلال الى قضية مساومة. وشراكة, والبحث عن انصاف الحلول حتى غدا الاستيطان مسألة فيها نظر, تستدعي تدخل الامم المتحدة والاطراف الدولية لانتزاع قرار من حكومة اسرائيل لتأجيل بناء المستوطنات في القدس والضفة الغربية, اي في الاراضي المحتلة وفق جميع قرارات الشرعية الدولية. ان مجرد طلب "التأجيل" هو منح الشرعية لاستيطان يضرب عرض الحائط كل المواثيق والقرارات والقوانين الدولية.

يتحدث المعتدلون العرب, وفي مقدمتهم المفاوض الفلسطيني عن (المستقبل الخطير) في حالة فشل المفاوضات وعن (الفرصة الاخيرة للسلام) لكن من دون التراجع عن مبدأ المفاوضات كخيار اوحد وحيد. ولهذا هم منشغلون اليوم في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في الركض بين (الكردورات) لاستنزاع مواقف من وزراء خارجية دول الشرق والغرب والجنوب, علّ وعسى, يتم الضغط على واشنطن من اجل ان تقوم بدورها بالضغط على اسرائيل (لتمديد) تجميد الاستيطان (3 او 10 اشهر اخرى)!! اي سلام هذا الذي سينشأ عن مثل هؤلاء المحامين الضعفاء في قضية تعتبر الاكثر عدلا في التاريخ!! .

شخصيا, انضم للذين يرون في فشل المفاوضات حدث جيد, لان المعروض من خطوط التسوية, اسرائيليا وامريكيا, هو استسلام مع اذلال شبه كامل لامة عريقة تعتز بتاريخها, خاصة عندما يتعلق الامر بالتنازل عن القدس الشريف وثالث الحرمين الشريفين.

اتمنى ان تنهار هذه المفاوضات, وان تكون فضائحها بجلاجل, لانه في النهاية لا يصح الا الصحيح. واذا لم يتم التعامل عربيا وفلسطينيا مع القضية الفلسطينية كقضية قومية, والعمل بجدية وحزم وبالعين الحمرا لاجبار اسرائيل وصديقتها امريكا على الانصياع لتسوية تقوم على الشرعية الدولية. فان كل الحلول (التي لن تأتي) ليست سوى سكوت على (الدمّل) الصهيوني الذي لا يفيد معه الادعاء بالصحة الكاملة.. فيما هو ينخر الجسد الفلسطيني والعربي.

سياسة التهاون, والمفاوضات كخيار اوحد وحيد, هي التي شجعت اسرائيل على شن حروبها واعتداءاتها منذ مبادرة بيروت ,2002 وهي التي ستجلب الى المنطقة مزيدا من الحروب والقتل وخراب الديار, فإما ان يُخْلَع شوك الاحتلال بقوة الارادة وعزائم الامة, وإمّا انتظروا الحروب لا السلام.


taher.odwan@alarabalyawm.net

العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :