facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اسرائيل مكانها محكمة الجنايات لا قاعة المفاوضات


طاهر العدوان
30-09-2010 04:46 AM

تصريحات ليبرمان من على منبر الامم المتحدة, الداعية الى فصل ديمغرافي بين الفلسطينيين والاسرائيليين تستطيع بموجبه اسرائيل ان تتخلص من مليون ونصف مليون فلسطيني في الجليل والمثلث وممن يحملون الجنسية الاسرائيلية, هي في كل المقاييس تصريحات عنصرية, تؤكد خطأ قرار سابق للجمعية العامة للامم المتحدة نقضت فيه قرارها التاريخي في منتصف السبعينيات عندما اعتبرت الصهيونية حركة عنصرية.

لاحظوا ردود الفعل الامريكية والاوروبية على هذه التصريحات, انها لا شيء بالقياس لما يتم من ردود فعل ساخطة وبالجملة عندما يتحدث الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد او زعيم حزب الله حسن نصر الله عن حتمية انهيار اسرائيل ككيان عنصري غريب, فماذا تعني تصريحات وزير خارجية اسرائيل عن التخلص من مليون ونصف مليون فلسطيني في (داخل اسرائيل), وعن بقاء الاحتلال عقودا طوال في الضفة الغربية, ان لم تكن هذه في صلب ادبيات النازية والعنصرية التي تتناول قضايا الشعوب من باب القضاء عليها وتهجيرها ونزع هويتها الوطنية بالاستعمار والاحتلال! ألا تستحق هذه التصريحات ردود فعل قوية من عواصم الحرية والديمقراطية في الغرب?

ان ما تفوه به ليبرمان, حارس المواخير في مولدافيا, المهاجر حديثا الى الاراضي المحتلة لسرقة ارضها والاستيطان فيها, هو فضيحة لما يسمى بعملية المفاوضات المباشرة التي تُظهر فيها الادارة الامريكية, جبنا وتراخيا امام عصبة نتنياهو -ليبرمان التي لم تتوقف عن توجيه الاهانات الى البيت الابيض منذ وصول اوباما اليه.

المستغرب, اننا بدل ان نرى مشاريع قوانين, لفرض عقوبات على اسرائيل في مجلس الامن, نسمع عن "ضمانات" يحملها المبعوث ميتشل الذي هرع الى تل ابيب لانقاذ ماء وجه ادارته. وفق الطريقة المعتادة بمكافأة قادتها كلما امعنوا في غطرستهم وتحديهم للقانون والمجتمع الدوليين, فلقد ذكرت "هآرتس" ان ميتشل سيناقش هذه الضمانات مع نتنياهو والتي تدور حول "قضية اللاجئين والامن والاعتراف باسرائيل دولة يهودية, واذا ما بحثنا في جوهر الضمانات سنجدها تصب في خدمة طروحات ليبرمان العنصرية 1- حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حق العودة 2- تهجير الفلسطينيين داخل اسرائيل من اجل ضمان قيام "دولة يهودية".

بعد كل هذا, ماذا بقي من قول في فم المفاوض الفلسطيني, او ماذا سيقول وزراء خارجية دول المتابعة العربية في الرابع من الشهر المقبل? لقد اخجلونا بموافقهم وردود فعلهم الضعيفة في مواجهة مثل هذه التطورات الخطيرة ومن المتوقع ان يواصلوا عزف (السمفونية الممجوجة) للدبلوماسية العربية بزعم تحقيق انتصارات مثل الادعاء ان تصريحات ليبرمان ومواقف نتنياهو تثير المجتمع الدولي وتؤدي الى حصار اسرائيل سياسيا والضغط عليها.

انها نكتة مملة, تثير الغضب لتفاهتها, في ظل حقيقة ان نتنياهو على مدى عام ونصف, نجح تماما في التمسك بشروطه كلها, واخرها كان ابعاد المجتمع الدولي, ممثلا باللجنة الرباعية عن لقاء واشنطن وعن مائدة المفاوضات والاستفراد تماما بالمفاوض الفلسطيني, وهو ما قاد الى كل هذه التداعيات التي يشهدها العالم منذ بدء المفاوضات. تداعيات تدل على ان قادة اسرائيل هم مجرد "عنصريون طلقاء" بفضل الحماية والدعم الامريكي.

اسرائيل, لا تنفع معها مفاوضات عبثية, فترك القضية مئة عام افضل من هذا الهوان الذي يؤدي الى تصفيتها, على طريقة تنازل (الضحية الفلسطينية) عن دمها وارضها وعرضها. اسرائيل دولة عنصرية, الاسلوب الناجع لمواجهتها هو مقاطعتها, والتوجه الى المحاكم الدولية لرفع القضايا عليها, بما في ذلك محكمة الجنايات الدولية فهذا الكيان لا يواجه الا (باساطيل الحرية) وبتقارير مثل تقرير غولد ستون وبقرارات كقرار محكمة العدل الدولية حول الجدار العنصري, واولا واخيرا, بالمقاومة, باصنافها وادبياتها وانواعها.


taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :