facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اه ، ماشي يا باشا .. الدكتور سائد الضلاعين


30-09-2010 08:44 PM

كثيرا ما نسمع عبارة ماشي يا باشا ، وكثيرا ما تتردد هذه العبارة على الالسنة حيث تنم عن التماشي مع القرار المتخذ من الطرف الاقوى وكدليل على جدية المتلقي على هذا النوع من التماشي مع معطيات القرار قبولا وايجابا بغض النظر عن حيثياته وسلبياته.

يمكن القول ان هذه العبارة مشهورة بشكل كبير لدى اخوتنا المصريين ، ولكنها وعلى ما اعتقد لا تقال من منطلق الواقعية وانما تصب دائما في جانب السخرية وكثيرا ما نسمعها في المسلسلات والافلام المصرية، وهنا اود ان اقول ان الباشا بكل ما تحمل الكلمة من معنى اصبح يتمتع بالمصداقية الكاملة ازاء من حوله فاصبح البصم على قراراته دستورا وقانونا لا يمكن تجاوزه على الاطلاق لكيلا يقال ان فلانا من الناس قد خالف الباشا وتجاوز قراراته ولكيلا يقال ان فلانا قد طرد من رحمة الباشا.

والباشا الي عنا ليس هو نفس الباشا الي عند اخوانا المصريين ففي مصرعلى سبيل المثال يمكنك ان تصرف كلمة الباشا لكل الناس ولكن هنا قلائل من يتمتعون بهذا اللقب الذي يمتلك رونقا قل نظيره، وللامانة وللحقيقة فانه ليس كل من يقال له باشا يعبر باشا فحامل كلمة باشا يجب ان يتمتع بمقومات تؤهله اولا لان يحترمه الاخرون ومن هذا الباب ياتي التطرق الى سياق هذا المقال المبني على الرضوخ للامر الواقع احتراما او خوفاً ولعل الاحترام هو الجانب الاخر لمرآة الخوف والمصادقة والبصم والتوقيع واه ماشي يا باشا هي دلالات على مصطلحين متناقضين والا كيف تجري الامور وتسير حسبما يخطط لها هذا الباشا او ذاك.

احيانا يدخل الفرد الى مجلس الباشا يحمل في نفسه رأيا ما يعتقد هذا الفرد ان هذا الرأي هو الصواب ولكن عند الباشا وفي مجلسه تتغير الاية فيصبح الرأي رأي الباشا وتتنازل الانفس عن اراءها دون الحاجة للافصاح عن تلك الاراء، ودون الحاجة الى معرفتها او على الاقل البوح بها فكلمة الباشا والذي قد يحب احيانا الاستماع الى الاراء لاتخاذ القرار الملائم باتت هي الفصل الحكم، ومع اني اعرف احد الباشاوات الذي يحب دائما ان يستمع للاخرين وان يتناقش معهم بارائهم الا ان الاخرين هؤلاء باتوا مدركين ان توقيعهم على رأي الباشا امر لا بد منه للضرورة التي تبقيهم قريبين منه وتبقي على تواجدهم في مصنع القرار الباشاوي ، رغم ان الباشا لا يحبذ ذلك بل فهو من المناصرين للرأي والرأي الآخر واتخاذ قرار تشاركي ، لكنهم يركنون الى فراغهم والى نفاقهم والى تزلفهم حتى لا يقال عنهم انهم يجادلون الباشاوات في ارائهم.

حقيقة القول ونهاية المطاف ليس الباشاوات هم من يصنعون التزلف اليهم ولكن انفس الاخرين هي التي تراود الباشوات عن نفسها وعلى هذا الاساس اصبحت عبارة ( اه ، ماشي يا باشا ) عنوان مرحلة قديمة جديدة لا اعتقد ان الباشاوات يحبذونها.

انني اليوم امام نموذج على مزيج من التخلف والنفاق والتزلف كما يتبدى في الكثير من الظواهر، وأنا حقيقة لا ارتاح لمظاهر التعبير الزائد عن الولاء، فالمبالغة تعكس في الواقع زيفا وتملقا للباشا وليس مشاعر حقيقية، لذلك يعد الامر من شيوع التزلف يؤكد الفشل والتخلف. ومما يبعث على الأسى ان تجد اناسا ذوي مرتبة عالية يقدمون على هذا الفعل!

ولا ندري تفسيرا لتفاقم ظاهرة تتناقض كليا ليس مع تطور الزمن فحسب بل مع جهود التحديث والتطور التي يرعاها جلالة الملك، قيادة شابّة وحديثة تسعى لتقدم الاردن لا يناسبها ابدا ظواهر التملق والتزلف المصلحي التي تبث رسالة معاكسة ثقافيا واجتماعيا لمفاهيم الإنتاج والإنجاز والاستقامة والعطاء والمواطنة الصالحة والكرامة.

بعض مثقفينا يعيدونا الى القرن العاشر الهجري وتحديداً الى الصوفي ” الشعراني ” وقواعده العجيبة في النفاق تجاه سيده. فقد كان الشعراني يحذر المظلوم من الدعاء على السيد مبرراً ذلك بقوله :إن ظلمه لم يصدر فى الحقيقة إلا عن حال المظلوم ، وأن السيد إنما هو مسلط على الناس بحسب أعمال الناس ،فالظالم حكمه حكم السوط الذى يضرب به ، وليس الذنب ذنب السوط ولكن ذنب الواقع فى الأثم واستحق عليه عقوبة الله!!

المشكلة حين يصبح لدى الناس شعور ان هذا النفاق “واجب” مهني .. ومن ادبيات العمل ! سنين وايام حتى تحول الاشمئزاز تجاه هذا النفاق الى تلذذ وصنعة يتفاوت الناس في اتقانها .. !

عند هذه النقطه ننحدر جميعاً .. وتنحدر المفاهيم الانسانية .. تنحدر القيم .. ويصبح موضوع انتشال الناس امراً في غاية الصعوبة لإن النفوس اعتادت الوضاعه .. وتعايش الناس مع هذه المفاهيم الجديدة برضى تام .. كأمر بديهي وجزء من التركيبة الثقافية .. وأصبح المنكر لها في موضع ” الجاني ” الذي يعمل مايخالف ” الأدب والذوق العام ” !

وفي الختام اريد ان ادعو الله ان يحفظ الباشوات الذين ينظرون للناس من منظور التواضع والعفة بعيدا عن التزلف والنفاق ولهم كل التقدير والاحترام.

* الدكتور سائد الضلاعين - كلية الطب جامعة مؤتة ..





  • 1 حمد 02-10-2010 | 12:06 PM

    أبدعت يا دكتور وهذه من المقالات القليله التي تنشر في المواقع الالكترونية ويكون لها طعم ونكهه شكراً

  • 2 محمد النهار 02-10-2010 | 03:27 PM

    والله انك كبير يا دكتور ,,

  • 3 الغرايبة 02-10-2010 | 04:11 PM

    صح لسانك

  • 4 خلف الحلبا الحمّاد 02-10-2010 | 07:38 PM

    اشكرك يا دكتور وبارك الله فيك .

  • 5 بصراحه 02-10-2010 | 07:48 PM

    كلام واقعي , صدقت يا دكتور

  • 6 رغد 02-10-2010 | 09:00 PM

    سلمت يا دكتور سائد

  • 7 يزيد الطراونه 02-10-2010 | 09:00 PM

    كلام صح و عجبني سلمت يا دكتور سائد

  • 8 كمال الضمور 03-10-2010 | 01:26 AM

    بارك فيك يادكتور سائد اجدت بطرح الموضوع

  • 9 صبري الطراونه(محاورك مساء اليوم) 03-10-2010 | 01:53 AM

    مقالك رائع جداً بعكس ما تصورت شكراً لكم راجياً لكم المزيد من التقدم والنجاح

  • 10 أحد طلابك المخلصين 03-10-2010 | 12:33 PM

    صح لسانك دكتور سائد

  • 11 محب الاسلام 07-10-2010 | 02:03 PM

    حفظك الله وزادك رفعة لخدمة الاسلام والمسلمين

  • 12 ماك الضلاعين 09-10-2010 | 12:28 AM

    شكرا يا دكتور واللة انك باشا

  • 13 عصمت 09-10-2010 | 12:30 AM

    شكرا يا دكتور

  • 14 احمد عبدالحي الضلاعين 17-10-2010 | 01:32 PM

    والله يا ابن عمي انت باشا صح لسانك

  • 15 dala3een 01-02-2011 | 03:11 PM

    أبدعت يا دكتور..كلام جميل....الله يعطيك ألف عافيه..

  • 16 12-11-2011 | 06:27 PM

    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • 17 محمد تحسين الصرايرة 15-07-2013 | 05:07 AM

    ابدعت دكتور


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :