facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مجتمعنا اليوم


م. عبدالله الفاعوري
20-09-2022 08:33 PM

عندما تجول في الفكر بين قضايا هذا العصر، تلحظ تراجع أسهم المنظومة الخُلقيةِ في مجتمعاتنا، هل ذلك يرجع لضريبة التقدم التقني التكنولوجي الذي اغفل هذا الجانب ؟، ام الفساد الأخلاقي الناتج عن فساد محاصيلها ومنابعها المختلفة المتمثلة بالهجمات المتعاقبة على هرم البناء الاجتماعي الاسرة؟، تساؤلات تضع الفرد في حيرة من امره وفي رهبة على مستقبله ، فالحياة أصبحت غابة موحشة تجنُ في وجه ساكنيها لتحول نهارهم إلى ظلام.

يومًا بعد يوم تتكررُ حوادثُ الدناءة الخُلقيةِ قتلٌ وسرقةٌ واعتداء على موروثات المجتمع الدينية والاجتماعية العشائرية التي حفظت كيان الوطن والمجتمع وكانت ديمومة امنه واستقراره الذي تغنينا ولا زلنا وسنظل بهمة الجميع نفتخر به. لو نظرنا في دور وسائل التقدم التقني والتكنولوجي لوجدنا لها بارز الأثر في هذا الاختلال، حيث لعب هذا التقدم على تغيير مفاهيم الحياة ومتطلباتها فحملت آثار عكسية أصابت المنظومة الخلقية بغير قصد فاليوم ونتيجة الحداثة التي اخذت توفر كل شيء وتذلل الصعاب اصبح الإنسان بمعزل عن الجميع ارتفعت مفاهيم كالانا وذابت مفاهيم كالتعاون والمودة في قضاء الحوائج، فالناس خُلِقوا عونا لبعضهم، فلو عدنا للوراء قليلا قبل دخول ضجيج عصر الحداثة بكل مكنوناته لوجدنا كيف كان لشكل الحياة عمق الأثر في غرس قيم المحبة والخير في النفوس، فالصديق يعاون صديقه في بحثه بين دفات الكتب عن معلومات في مشروع تخرجه، والجار يقف جنبا إلى جنب مع جاره في بناءه للمنزل وفي قضاء الحوائج فالحداد يقايض النجار مهنته ويرد له الاخر ذلك ، طبيعةٌ قديمةٌ خصبةٌ للفضيلةِ والأخلاق الحميدة.

إن ما ذكر في الأعلى هو ليس تقزيما لفضل التقدم اليوم لكن أطروحة قدمتها لتفحص أثر فقدان ماكنة الحداثة للمشاعر التي اذهبت الفضيلة، فلا بد من التأكيد على أن الفضيلة والأخلاق النبيلة هي لازمة للبشر لا تنفك عنهم ابدا.

ومن ناحية أخرى اليوم جميع المجتمعات وخاصة مجتمعاتنا المستهدفة تعيش حالة هلع مستمرة لا تنفك عنهم ابدا، هجمات فكرية أشد فتاكة من اختها العسكرية، تستهدف لب المجتمعات الا وهي الأسر، محاولة جادة لمحو آثار هذه الأسر بالعديد من القوانين الوضعية التي تستهدف كل فرد من افرادها، بدءا بالمرأة انطلاقا بالزوج انتهاء بالابناء الذين يعول عليهم الكثير، فعندما تتعرض منابت التكوين لضربات تغير مجاريها عن فطرتها فلا بد لها أن تجف وتيبس ولا تبقي الا الحطب الفاسد.

ان الكياسة بالفرد تكمن في إن يعي المخاطر ويتجنبها ويواجهها، فإننا وأمام كل هذه الاختلالات نثق بوعي شعبنا العظيم لدحض كل صغيرة تمس مفاهيمنا الإسلامية وموروثنا العشائري العظيم المتجذر من عروبتنا ومكارم أخلاقنا، فإصلاح ذات البين خِصلة عظيمة نقدم لها الغالي والنفيس وتنكسر الأنفس مرة وثانية وثالثة لكن ما دامت الغاية محمودة والإصلاح منشود ونبذ الفرقة المطلب تذوب جميع الإهانات والاعتداءات، فاليوم تلاحمنا في وطننا مطلب لا رجعة عنه أمام كل التحديات المحيطة في الإقليم والعالم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :