عمون - أيوب نمور - لم يكن الأردن بعيدا عن عدوى تفشي استخدام "فيس بوك"عالميا في مجالات الحياة المختلفة حتى وصل جميع اقطار المعمورة ، فباتت الحملات الانتخابية على مواقع الربط الاجتماعي هي "صرعة " انتخابات 2010 في الاردن ، ولا شك بأنها ستلعب دورا ذا أهمية لا يستهان به في حسم نتائج الانتخابات المقبلة حيث أن هذه الحملات تتميز بخصائص تنفرد بها لتعطيها الافضلية على باقي طرق الترويج التقليدية.

فالمواقع الاجتماعية ك "فيس بوك" و "تويتر" وغيرها اصبحت تلاقي اهتماما متزايدا بصورة قياسية ورواجا بين الاردنيين وخاصة في الاوساط الشبابية المتوقع ان تكون صاحبة التأثير الاكبر في النتائج الانتخبية ، وكما وصفها الناطق الرسمي باسم الانتخابات سميح المعايطة فقد أضحت الاستفادة من التكنولوجيا في مجال الانتخابات "تقليدا عالميا".

ولا يخفى أن صفحات المعجبين و المجموعات الالكترونية على موقع "فيس بوك" هي الاوسع استخداما بين المرشحين للانتخابات النيابية في الاردن ، فنجد أن القليل من المرشحين الذين لا يستعينون بهذه التقنية لدعم حملاتهم ، اذ أن هذه الصفحات غدت من أوسع أبواب المنافسة بين الشباب لاظهار الانتماء العشائري وجمع أكبر عدد من ال"معجبين" لهذه الصفحات.

وفي المرحلة المقبلة ستكون هي الوسيلة الأولى للاعلان عن الفعاليات الانتخابية وحلقات الوصل الأقوى بين المرشح و الناخبين و أصحاب الولاء فالشيء الأميز في هذه الانتخابات هو أن المشاركة التكنولوجية في الحملات قد أصبحت "تفاعلية" و ليست "اعلانية" على غرار الحملات الالكترونية في الدورة السابقة.

الا أننا اصبحنا نرى بعض التوجهات الجديدة باستخدام الشبكة بشكل أكثر عمقا كتصميم مواقع الكترونية خاصة بهذه الحملات فعلى سبيل المثال نجد موقع مرشح للدائرة الثالثة في محافظة العاصمة وهو احد المواقع الاكثر شعبية في الاوساط الانتخابية يقدم بالاضافة الى صفحته على "فيس بوك" خدمات كثيرة أخرى منها الاعلانية و الاخبارية و حتى التفاعلية.. و من الملفت هنا أن منافسه في نفس الدائرة كان قد أطلق مؤخرا موقعه الالكتروني الخاص بحملته و الذي تميز باستخدام تقنية الفلاش المتقدمة في التصميم الديناميكي الملفت.

ويرى الخبراء أن الاقبال على وسائل الاعلان التقليدية كاليافطات والمطبوعات الورقية والبروشورات وغيرها سينخفض بشكل ملحوظ ليعطي الافضلية في هذه المرحلة للاعلام الالكتروني ومواقع التشبيك الاجتماعي ورسائل الهاتف النقال والبريد الالكتروني ليس فقط لخاصية هذه الطرق وسهولة تداولها و ايصالها للأفراد و الجماعات فقط ...بل لارتفاع اسعار التكلفة للحملات الانتخابية التي وصلت الى 20% مقارنة مع الدورة الانتخابية السابقة.

من الجدير بالذكر أن هناك طيفا واسعا من المواقع المستخدمة في الدعاية الانتخابية بالاضافة الى "فيس بوك" مثل "تويتر" و "ماي سبيس" و "فليكر" و "تاجد" و هاي فايف" وغيرها الكثير الا أن هذه المواقع لا يمكن مقارنة فعاليتها ب"فيس بوك" اذ أنه الأكثر شعبية في الاردن و حسب استطلاع الرأي فان معظم مرتادي المواقع الاخرى لا يستعملون اللغة العربية في تفاعلهم الالكتروني.

يشار الى ان نجاح الرئيس الامريكي باراك اوباما في انتخابات الرئاسة أثبت للعالم أجمع بأن الحملات الالكترونية باتت هي الأجدى و الاكبر تأثيرا على مسار القواعد الشعبية العالمية ، وقد ألهمت هذه الحملة الملايين حول العالم لتتحول الى "موضة" جديدة في مجال الترويج السياسي وكسب التأييد لخدمة الكثير من القضايا التي لم تكن لترى النور لولا مواقع التشبيك الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية.