facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استطلاعات الرأي .. رأي آخر!


محمد حسن التل
10-10-2022 10:30 PM

لم يأت بشر الخصاونة إلى الدوار الرابع كرئيس حكومة ووجد الدنيا "قمره وربيع"، لم يجد في الخزينة فائضًا ولم تكن البطالة في أدنى درجاتها وكذلك الفقر، بل جاءت حكومته بظرف محلي وعالمي دقيق وصعب، في ظل وباء طاحن، وحروب شرسة جعلت الاقتصاد العالمي كله يتراجع بشكل حاد، ويؤثر حتى على الدول الكبرى ذات الاقتصاديات العملاقة حيث ارتفعت نسب البطالة فيها إلى نسب خيالية، واجتاحتها موجات غلاء كبيرة، وبالذات أسعار الوقود إلى حد لم يكن أحد يتوقعه، ومع هذا اجتهد الرئيس الخصاونة وفريقه بكل طاقاتهم وأنجزوا كثيرا من الملفات الصعبة.

أصبح الحديث حول استطلاعات الرأي في العالم منذ سنوات جديا خصوصا بما يتعلق بدقتها، ولا أريد أن أقول مصداقيتها، وفي دول ديمقراطية عديدة أخطأت هذه الاستطلاعات في نتائجها أكثر من مرة، فنتائجها ليست مقدسة، ولا يمكن علميا أخذها كحقيقة مطلقة كما أشرت.

الأردنيون منذ سنوات طويلة يعانون من مزاج سيء وفقدان ثقة بكل ما هو عام ورسمي، نتيجة الضغوطات الاقتصادية التي جاءت لأسباب كثيرة أهمها الانفجار السكاني الكبير خلال العشر سنوات الماضية إثر ظروف الحروب في الدول المجاورة، الأمر الذي شكل استنزافا كبيرا لمقدرات البلد، تزامن ذلك مع تراجع دعم المؤسسات الدولية للاجئين خصوصا السوريين وغيرهم الذي فاق عددهم المليونين من مختلف الجنسيات.

من الطبيعي جدا أن تتراجع شعبية الحكومات أحيانا وترتفع في أحيان أخرى، لأن مزاج الناس دائما متذبذب، فكل واحد يقيس الأمور على ظروفه ويحكم على الأشياء حسب طبيعة هذه الظروف، وهذا الأمر موجود دائما في دول ديمقراطية عريقة، خذ مثلا الرئيس الأمريكي، فإنه خلال 4 سنوات من ولايته في البيت الأبيض تتذبذب نسبة الثقة به في كثير من الأحيان بين الأعلى والأدنى، حسب الظروف التي تلقي بظلالها على مصالح الناس، ولدينا مثل حي في رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة حيث وصلت شعبيتها إلى أعلى المستويات عند دخولها "داونينغ ستريت"، واليوم تعاني من تدني هذه الشعبية بشكل كبير ، لأنها وجدت أن الواقع غير الوعود والتنظير، واتخذت قرارات للصالح العام دون النظر إلى قياسات الرأي العام.

الاستطلاع الأخير الذي قام به مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية وأعلن عنه اليوم، احتوى على أكثر من موضوع تم قياسه، فما سر هذا المهرجان على البند الذي يخص الحكومة؟ عادة ما تعاني أي حكومة في الأردن من الشد ومحاولات العرقلة من بعض رواد الصالونات السياسية أو الطامعين وبعض الإعلام، يجب أن نقر أن الحكومات في الأردن منذ سنوات طويلة تعاني من نفس الظروف الصعبة في إدارة الأمور، وهي لا تملك عصا سحرية لحل المشاكل المعقدة والمتراكمة، وهذا هو ظرف الحكومة الحالية.

نعم، يعاني الأردنيون من ضغوطات متعددة، الأمر الذي ينعكس على مزاجهم ونظرتهم للحكومات، ولكن الكثير منهم مقتنع بأن الحل لا يأتي بين ليلة وضحاها، لأنهم ينظرون إلى المعادلة كاملة، والظروف المحيطة بهذا الوضع الصعب، لأن الجميع يدرك أن زيادة عدد السكان في الأردن بشكل كبير ومفاجئ وارتفاع الأسعار العالمية، خصوصا مشتقات النفط التي تشكل الهم الأكبر للناس، وانكفاء الدول على نفسها ومصالحها الذي أدى في النهاية إلى توقف الدعم بشكل شبه كامل عن الأردن، وكذلك تغير خارطة الجيوسياسية في المنطقة.

ما أريد أن أقوله أنه حتى من يوجهون سهام النقد إلى الحكومة مقتنعون تماما أنها تعمل بجد، حتى تستطيع أن تتجاوز بالبلد هذه المرحلة الصعبة، أحيانا تنجح ومن الطبيعي أن تكون الظروف أحيانا أكبر من قدرات الواقع، وأنا هنا لا أدافع عن الرئيس الخصاونة بمقدار دفاعي عن منطق الأمور وصعوبة الظروف وتعقيداتها لأنه لا يجب أن نظل نجلد الحكومات ونحن نعلم جيدا ما هي طبيعية الأزمة التي نعاني منها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :