اعتدنا في الأردن على كثرة التعديلات الحكومية، وما إن تتشكّل حكومة جديدة حتى يجري الحديث بين المهتمين وحتى المواطنين عن التعديل الأول في اليوم التالي لتأليفها .

ولكن في حقيقة الامر لم يعد المواطن يعطي اهتماما لمثل هذه التعديلات، ولا يهم هذا المواطن من يأتي ومن يذهب من الوزراء ، فكلّهم عند المواطنين سواء، بعد تجارب عديدة لا ولن تنتهي .

لا أحد حتى هذه اللحظة يعرف لماذا أجرى الرئيس تعديلا على حكومته؟، ومع الإحترام لجميع الشخوص سواء التي غادرت أو كان لها حظ في دخول الحكومة، فإنّ موضوع التعديلات الحكومية المتعدد بات أمرا يدعو أحيانا للطرافة.

قد يقول البعض بعدم وجود انسجام داخل الفريق الحكومي أو أنّ الرئيس منزعج من البعض مع وجود وزراء لم يقدّموا شيئا ولم يتركوا بصمات لهم، وكان الأجدى بالرئيس الإختيار بعناية وعلى مبدأ الكفاءة والقدرة في التشكيل الأول .

هذا هو حال الحكومات في الأردن، تعديل خامس في غضون عامين ، أليس هذا غريبا نوعا ما؟، فيما دخل حوالي 52 وزيرا الحكومة الحالية وهو رقم كبير جدا، وفيه هدر مالي كما يعرف البعض .

الحكومات في الأردن تحتاج لترشيق وتقليص العدد، ورغم كل محاولات رؤساء سابقين في هذا الإتجاه إلّا أنها فشلت لأسباب متعددة ، وحتى موضوع الدمج بين الوزارات ما زال يراوح مكانه، ولا بوادر تلوح في هذا الإتجاه أبدا .

انتهى التعديل الخامس، وعلينا أن نستعد للتعديل السادس أو ربما نصل لتعديل عاشر على هذه الحكومة .. هكذا تعوّدنا في الأردن ، وكل تعديل حكومي وأنتم بخير .