facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




فرصة لم تضِع بعد


د. أحمد يعقوب المجدوبة
13-11-2022 01:26 AM

بعض البديهيات والمُسلّمات ننساها في غمار الحياة اليومية. ونَذكُرها أو نَتذكّرها في المناسبات أو عندما تفرِض علينا الصدف والظروف ذلك.

نَسوقُ هذه المقدمة للحديث عن المقومات السياحية في الأردن.

كلنّا يعرف، من حيث المبدأ، أنّها مُقوّمات كبيرة وكثيرة ومُتميزة. نعرف ذلك في قرارة أنفسنا، مع أن كُثراً عندنا لا يعرفون مُكوّنات تلك المُقوّمات، أو يعرفون بعضها، لأن السياحة الداخلية، وبالذات التاريخية والأثرية والبيئية والثقافية، ليست على أجندة كثير من الناس عندنا. وبعضهم يُفضل سياحة الاستجمام في دول الجوار، لأسباب عدة يسوقونها، بعضها مقنع وبعضها غير مقنع.

وكُلنّا يعرف أيضاً أن الإقبال الداخلي والخارجي على مُكوّنات المُقوّمات تلك ما زال متواضعاً، حتى ما قبل جائحة كورونا.

الأسباب عديدة لا شك، والخبراء في المجال مُلمّون بها أكثر من غيرهم؛ وعندنا الآن في مؤسسات الدولة وفي الجامعات من هم متخصصون في هذا الأمر ويستطيعون تحديد الإشكالات والتحدّيات والحُلول بدقة وعمق.

بَيْدَ أننا نُجزِم أن أحد أهم الأسباب هو عدم الترويج الكافي للمعالم السياحية في الأردن، وطنياً وعربياً ودولياً، كمّاً ونوعاً. كُثرٌ ببساطة لا يعرفون، والعديد منهم مُستعد وراغب إذا ما وُضعت الحقائق أمامه.

كيف نَصِلُ للمهتمّين، عربياً وعالمياً، وكيف نُوّلد الاهتمام لدى غير المهتمين؟ هذا هو السؤال الجوهري؟

وهذا ما ذكره لي أستاذ جامعي بريطاني قبل أيام في مؤتمر في البحر الميت. جلسنا نتحدث خلال الاستراحة فأعلمني بأنه يزور الأردن للمرة الأولى وأنه مُعجب «إعجاباً لا تُعبّر عنه الكلمات» بالمقوّمات السياحية عندنا.

قال إنه اهتم بالأمر عندما دُعي للمؤتمر. قرأ الكثير عن الأردن قبل سفره، وقال: لم أصدّق كمَّ ما هو موجود عندكم وأهميته. وتابع: إن الأهم مما هو مكتوب ما يَخبَرهُ المرؤ على أرض الواقع.

"أن تعقد مؤتمراً في منطقة تحت سطح البحر!!، وأن تسبح في بحر لا حياة فيه!!، وأن تطفو دون حراك!! وأن تستخدم مياهه وطِينَه للعلاج؛ هذه أمور لا تكاد تكون موجودة في أي جزء في العالم.»

"ولا أصدق عندما أفكر أن المغطس على بعد ربع ساعة من هنا، وجبل نيبو نصف ساعة، ومكاور أقل من أربعين دقيقة، وقلعة الكرك أقل من ساعة، والبترا بحدود ساعتين! والقصص الكامنة وراء هذه الأماكن ليست عادية، ودول كثيرة تتمنى أن يكون فيها قصة واحدة مماثلة. أنتم محظوظون».

حقاً، نحن محظوظون، وهذه نعمة ما بعدها نعمة – الهِبة الأثرية والتاريخية والدينية والثقافية والاستجمامية – لكنّنا لم نُفلح في توظيف هذه الهِبات على النحو المرجو.

ندرك أنّ جهوداً كثيرة بُذلت وتُبذل لترويج الأردن سياحياً؛ وهي جهود مقدرة لا شك. وقد أتت أُكُلاً لا بأس به. لكن الجهد والثمر ما زال دون الطموح.

لا نريد أن نقول إننا تأخّرنا وأضعنا الفرصة، مع أننا فعلاً تأخّرنا وأضعنا. لكن الفُرَص ما زالت مُتاحة، وعلى المعنيّين في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص عمل الكثير الآن وغداً وبروح الفريق الواحد، لاستثمار الفُرصة السياحيّة بفاعلية؛ فما لدينا من هبات يحسدنا عليها غيرُنا.

(الراي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :