عمون - افرجت السلطات الامنية المصرية الاثنين عن هويدا طه الصحافية الكاتبة في القدس العربي ومعدة البرامج في قناة الجزيرة، بعد ان دفعت كفالة قدرها عشرة الاف جنيه (2800 دولار).
ووجهت نيابة امن الدولة العليا التي حققت مع هويدا ليومين اتهامات بـ ممارسة انشطة من شأنها الاضرار بالمصالح القومية والاساءة لسمعة مصر من خلال اختلاق مشاهد تمثيلية لعمليات تعذيب مفبركة والشروع في نشرها .وقالت هويدا ل القدس العربي ان التحقيق استمر لساعات طويلة معها يوم السبت ثم استكمل امس، بعد ان قضت ليلة في الحبس اثر رفض النيابة الافراج عنها مؤقتا بالرغم من ضمان تقدم به ثمانية محامين وممثلون عن منظمات حقوق الانسان ولجنة الحريات في نقابة المحامين بالعودة في الصباح.
وقالت مصادر قضائية ان الاتهامات ما زالت موجهة الي هويدا بالرغم من الافراج عنها امس، الا انه لم يصدر قرار بمنعها من السفر.
وكانت هويدا التي تعمل في مقر الجزيرة في الدوحة تزور مصر لعمل برنامج وثائقي بعنوان وراء الشمس حول عمليات التعذيب التي تزايد الجدال في مصر حولها مؤخرا اثر نشر مقاطع فيديو علي الانترنت تصور تعذيب وضرب واهانة مواطنين اثناء احتجازهم في اقسام الشرطة.
وقالت هويدا ان التحقيق تركز معها علي مشاهد Reconstruction او اعادة تمثيل لروايات بعض من تعرضوا للتعذيب.
واضافت انها شرحت للنيابة ان هذه التقنية مستخدمة بشكل واسع في البرامج الوثائقية، الا ان تقريرا اعدته هيئة الرقابة علي المصنفات الفنية المصرية اعتبر ان الشريط يعرض مشاهد مفبركة للاساءة لسمعة مصر .
واكدت انها كانت ابلغت السلطات الامنية بقيامها بتصوير البرنامج وطلبت استضافة شخصيات من اجهزة الامن لتضمين وجهة نظرهم في البرنامج، وعندما لاحظت انها تتعرض لمطاردات امنية اثناء العمل عرضت عليهم ان يشاهدوا الشريط بانفسهم.
وكانت السلطات الامنية منعت الصحافية من دخول الطائرة التي كانت ستعود علي متنها الي الدوحة الثلاثاء الماضي كما صادروا اشرطة الفيديو التي كانت بحوزتها لعرضها علي هيئة الرقابة علي المصنفات الفنية.
واستغرب مصدر مقرب من" الجزيرة "الاجراءات الشديدة التي اتخذت ضد مندوبتهم، حيث تم نقلها بعد التحقيق معها السبت الي السجن في عربة مصفحة، بالرغم من انها كانت توجهت بنفسها الي مقر النيابة في الصباح اثر تسلمها استدعاء رسميا في الفندق الذي كانت تقيم فيه بالقاهرة.
واحتج ممثلو المنظمات الحقوقية الذين حضروا التحقيق بشدة علي ما اعتبروه ارهاباً للصحافيين تقوم به السلطات المصرية.
واعتبر صحافيون مصريون ان قضية هويدا جاءت في توقيت حرج بالنسبة لقضية التعذيب التي اصبحت تتصدر اهتمام الرأي العام في مصر حالياً بسبب مقاطع الفيديو المنتشرة علي الانترنت.
وتشهد وزارة الداخلية حالة استنفار لمواجهة الانتقادات الشديدة الموجهة لها في الصحف التي تنشر روايات ضحايا التعذيب وصورهم.
واكتسبت القضية بعدا دولياً بعد ان نشرت صحف بريطانية وفرنسية مؤخراً صوراً من المقاطع تحت عنوان فضيحة العادلي غيت في اشارة الي اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية المصري.