تتالت عمليات الانسحاب من الترشيح, وهناك توقعات بان تستمر الانسحابات خلال الأيام المتبقية.

كتبت قبل أيام عن اليد الخفية التي وزعت المرشحين الأقوياء أصحاب الفرص على الدوائر الفرعية, ولكن هذه اليد لم توجه النصيحة إلى باقي المرشحين بحيث وجد كثيرون منهم أنفسهم في حالة تنافس مع أسماء كبيرة في دائرة فرعية أشبه بالورطة.

في بعض الحالات يحصل المنسحب على تعويض نفسي بأن ينشر له المرشح القوي إعلان شكر في الصحف, وفي عدد من الحالات يحظى المرشح قبل انسحابه بجاهة خاصة تتوجه إلى بيته من كبار القوم في المنطقة المعنية يليها الانسحاب. وفي حالات أقل يكون الانسحاب مشروطاً بوعد جماعي بأن يكون مرشحاً رئيسياً في الدورة القادمة.

بالطبع توجد حالات انسحاب بقرار ذاتي محض لا يشبه ما ورد أعلاه, وفي هذه الحالة يكون مثل هذا المرشح قد أخذها "مِن قصيرُه" ولكن ذلك تم "بخاطره" من دون ضغوط. وهناك أخيراً أشخاص لم يترشحوا ولكنهم فكروا بالترشيح ولم يواصلوه بعد إجراء الحسابات اللازمة, ومثل هؤلاء يكونون من الأساس قد أخذوها "من قصيره".

من أطرف إعلانات الشكر التي نشرتها الصحف قبل أيام إعلاناً يتوجه صاحبه بالشكر ليس فقط إلى الذين انسحبوا بل إلى كل من جال في نفسه الترشيح ولم يفصح عنه, وهذا مستوى غير مسبوق من التعاطف مع الآخر. وهذا يثبت أنه حتى في الانتخابات يمكن العثور على تطبيقات لقاعدة "لا خِلْيَت بِلْيت".


ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net
العرب اليوم