facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الملك .. بالحكمة والحزم


د. حازم قشوع
17-12-2022 02:43 PM

وسط محيط اقليمي مأزوم يشهد متغيرات استراتيجية عميقة ومناخات سياسية حادة اخذت تكون رياح ضاغطة على المشهد العام وظرف اقتصادي لم يتعافَ بعد من آثار كورونا الوباء، يقوم جلالة الملك بقيادة السفينة الاردنية وسط كل هذه الامواج بحكمة ويتعامل مع المتغير المحيط بموضوعية وواسع اقتدار كما يقوم بذات السياق بالتعاطي مع الشأن الداخلي وفق جملة تقديرية تتعاطي مع المحيط للتخفيف الضغط على الحواضن الداخلية .

ولعل المتغير الاستراتيجي الذي طرأ على واقع المشتقات البترولية واخذ يشكل جملة اساسية يستوجب التعامل من منطلق تقديرات اخرى بعد ما قامت الرياض بفتح قنوات تجارية اخرى للمشتقات البترولية غيرت عبره ميزان الربط (البترودولار) لتحوله من سلعة استراتيجية تستوجب بيع وشراء النفط بالدولار الى اخرى تجارية تقوم على شراء النفط باليووان والروبل وهو ما جعل من فضاء المنطقة يتغير الى فضاءات تحول تيارات اخرى مع دخول الصين للشرق الاوسط من واسع الابواب باتفاقية استراتيجية مع الصين وتمدد النفوء الروسي من قاعدة سوريا للجزائر وهو ما جعل ميزن التعامل وادواته المحركة ليست كما كانت عليه الحال بمجملها امريكية .

وفي ظل هذه المتغيرات بالمنطقة يعود نتنياهو لسدة القرار في اسرائيل وتعود معه سياسية تصدير الازمات التي يجيدها ويجيد التلاعب بابجاديتها والتي تقوم على خلق واقع ضاغط على مجتمعات المنطقة بما يجعله قادر على تحريك ادواتها بما يسمح له بانتاج واقع جديد يمتلك مفاتيحه ويعرف ابواب مدخلاته بما يوسع من مساحة قدرته على انتاج الجمل والاستثمار بالمعطيات، فالسياسي الناجح هو من يصنع المشكلة ويقوم على حلها .

يعود نتنياهو هذه المرة بحكومة متطرفة بالشكل كما في المضمون يشكل فيها هو ميزان الاعتدال وتمتلك كل عناوين التطرف وبرنامج عمل يقوم على (التطرف والتأجيج ونقل دوامة العنف من الضفة الغربية الى الضفة الشرقية)، وهي مؤيدة بفريق وزاري عناوينه اقصائية "برمزية سموريتش" وبقيادة "بن غافيير" الذي ينتظر ان يكون على سدة بيت القرار الامني والعسكري الحدودي بين الضفتين وهذا ما يزيد الامر تعقيدا على جغرافية المكان للاردن نتيجة موقعه المحيط .

في وسط هذه الاجواء المعقدة يقوم جلالة الملك بحلحلة عقد الازمة، فيقوم بارسال رسائل تبين الخطوط العامة لحكومة نتياهو تجاه القدس عبر فعالية وقفية القدس ولقاءاته بالكنائس المسيحية المقدسية بعدها، وكما يقوم بارسال رئيس الوزراء بشر الخصاونة للرياض بوفد وزاري وامني كبير ويعود بنتائج مبشرة يبعث للطمأنية ويبشر بالخير بأن دعم الاردن اصبح محط اجماعي عربي وان الاردن لن يترك وحده في مواجهة كل هذه الصعاب والتحديات، وهذا ما يؤكد ان العقد الذاتية في المشهد الداخلي حلحلتها في الغالب الاعم حاضرة في المحيط السياسي .

صحيح ان لدينا ازمة داخلية معيشية واقتصادية يصعب ادارتها لقلة الموارد الطبيعية التي نمتلكها وللدور الوظيفي الذي نعتمد عليه بتشكيل عنصر حماية، لكن ما هو صحيح ايضا ان الاردن بات يعتبر بوابة الأمن الواضحة للولايات المتحدة في المطقة بعد جملة المتغيرات التي غيرت الوانها وجعلت البعض منها اقرب للصين والبعض الاخر يذهب تجاه روسيا بينما تتأرجح اسرائيل على ايقاع "بندول التعددية القطبية" وهو ما يجعل من الاردن يرسم احد اهم بيوت الجملة الامنية للمنطقة ويبشر ان حصان الاردن وهو الحصان الرابح على الرغم من كل التحديات وواقع الازمة المعيشية التي نعيش .

وهي الازمة التى لا يمكن فصل تكوين فضاءاتها عن الحواضن المحيطة، فإن العامل الذاتي لا يجب تقيميه دون الاخذ بعين
الاعتبار المحيط الموضوعي عن طريق متابعة سلسلة سيرها وتتبع تنامي فعالياتها كونها جاءت منظمة وليست نتيجة هبة عشوائية لحالة طبيعية، فان التعامل مع المنظومة المنظمة تختلف آليات التعاطي معه عن الهبة الذاتية وهو المعطى الذي كان يمكن به استدراك الازمة بطريقة افضل والتعاطي الاعلامي مع الازمة بمقتضى وازع ومن على ايقاع جمل مغايرة عن جمل الوصل والقطع التي تم استخدامها على أن يأتي ذلك بواسطة الاحتواء، لكن هذا كان يتطلب وجود قامات سياسية وليست وظيفية في المشهد العام الامر الذي يتطلب مرجعية لآلية الاختيار حتى يتسنى التعاطي مع ما هو قادم .

ولعل طبيعة التحرك الجماهيري الذي تم بهذه الطريقة لم يأتِ دون دافع موضوعي جعله يخرج عن السياق العام الذي كان يستهدف خفض الأسعار ليخرج عن مضمونه ويذهب ضحيته شهيد الواجب والوطن العقيد الدكتور عبدالرزاق الدلابيح، اضافة الى بعض رفاقه من نشامى الامن العام اللذين سطروا عنوان التضحية والفداء كما شكلوا على الدوام ركنا اساسيا في معادلة الامان الوطني .

من هنا جاءت جملة جلالة الملك لتعبر هذا المشهد بكافة تعقيداته وتعلن تصديها لهذا الازمة بحكمة وحزم .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :