facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




شهر انقضى فلا تتذكروا ايامه


فهد الخيطان
08-11-2010 02:09 AM

حملات انتخابية بلا مضمون والسباق على الأصوات بأي ثمن .

تنقضي اليوم فترة الدعاية الانتخابية وغدا يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع.

شهر الحملات الانتخابية يكون في العادة مناسبة لسجال عام في القضايا الوطنية والهموم العامة في بلد يعاني من ازمات اقتصادية وسياسية ومجتمعية. يتطلب حلها جهوداً جبارة من الجميع, لكن في هذا الشهر حضرت كل الظواهر الشاذة وغابت القضايا العامة. فقد انكفأ المرشحون في دوائرهم "الوهمية" يبحثون عن الأصوات بأي ثمن, كان همهم جميعا ان ينجحوا لا ان يقدموا مساهمة في الحوار الوطني من اجل مستقبل المملكة.

ليس ذنبهم بالطبع, فقانون الانتخاب لا يعطي المجال لنشوء تيارات سياسية وانتخابية عابرة للهويات الفرعية. ولم تفلح القوائم الحزبية الخمس في اعطاء نكهة سياسية للحملات الانتخابية. لا ننكر ان هناك مرشحين تبنوا خطابا سياسيا وحاولوا جاهدين رفع سوية التنافس الانتخابي, لكنهم فيما فعلوا كانوا يغامرون في فرصهم بالنجاح.

المشكلة اليوم ان الناخبين تعودوا على نمط من النيابة لم يجربوا غيره وفي اعتقادهم انه الانسب لهم, ولذلك ليس مستغربا ان الاغلبية حسب استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية الاخير تُفَضّل التصويت لمرشحين محسوبين ومقربين من الحكومة لان النيابة في عرف "الاغلبية" هي تقديم الخدمات.

كلنا فشلنا في تصويب الاختلال في المفاهيم عند الناخبين, وسائل الاعلام ومجالس نيابية والحكومة ومراكز الدراسات التي تدعو ليل نهار لانتخاب نواب تشريع ورقابة وتعزيز استقلال السلطة التشريعية عن "التنفيذية", فجميع الأطراف المذكورة لم تقدم النموذج البديل في السياسة والاعلام والنيابة والتشريعات لجمهور عريض من البشر تطحنهم الأزمات الاقتصادية والمجتمعية ولا يجدون غير الوساطة والمحسوبية والولاءات التقليدية ملاذا لهم.

ما نأمله هو ان يمحو الاردنيون من ذاكرتهم وبسرعة ايام الحملات الانتخابية فليس فيها ما يسر الخاطر, فقد انعشت تلك الحملات كل هوية فرعية في نفوسهم.

قانون الانتخاب لم يمنحهم فرصة التعبير عن هوياتهم السياسية او ان يصطفوا في تيارات حزبية مظلتها الوطن. وفي غياب الهوية الوطنية الجامعة صار التصنيف حسب الاصل هو الأسهل على السياسيين والعامة, فهذا مرشح شامي وذاك نابلسي وهذا عشائري.. وهكذا عدنا بالدولة والمجتمع الى ما قبل التأسيس.

لقد واجهنا في الاعلام مشكلة جدية في تصنيف المرشحين فكل مرشح يدعي انه وطني وقومي ومناضل من اجل الامة, وهو في ذات الوقت "ابن العشيرة البار" و "صوتها الجريء .. تحت القبة" او انه معاد للصهيونية ويتمسك بحق العودة, بينما في لقاءاته الانتخابية المغلقة يتحول الى داعية للتوطين والمحاصصة.

في الواقع كنا امام "موزاييك" عجيب غريب يستعصي على الفهم او التفكيك.

ومجلس النواب القادم سيكون الابن الشرعي لهذه الحالة والبيئة وسيعكس في تركيبته المشهد الانتخابي كما تابعتموه.

fahed.khitan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :