facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اليمين الإسرائيلي إذ ينتحر


عماد النشاش
03-01-2023 02:45 PM

ثلاثة وستون صوتا شكلت أغلبية لبنيامين نتنياهو لتشكيل حكومته السادسة وهو المتطرف دوما فكيف لو علمنا أن تشكيلته الحكومية هي الأشد تطرفا منذ نشأة الكيان وهي تعبر بوضوح عن ميل للتصويت تجاههم وحسم الإنتخابات الخامسة في أقل من أربعة أعوام والتي أعطت انطباعا واضحا لكل العالم بوجود انقسام داخل المجتمع اليهودي من المتوقع توسعه في أشكال عدة، وقد رأينا شاهدا بسيطا على ذلك عند بدء الحرب الروسية الأوكرانية وما تسببت به داخل إسرائيل .

نتنياهو كما يفعل دائما يحاول الهروب إلى الأمام تاركا مشاكله الداخلية وقضايا الفساد التي يغرق بها ليغازل زملائه المتطرفيين بتوسيع غير مسبوق للإستيطان ليس في الضفة الغربية المحتلة فحسب بل وفي أراضي المثلث والنقب، وهو بذلك يهدد ديموغرافيا الوجود العربي في الداخل ويضيق عليه حتى إنه في خطاب الثقة أمام الكنيست وصف حكومته بأنها تمثل كل اليهود قافزا على وجود عرقيات غير يهودية داخل المجتمع الإسرائيلي ومحاولا تمثيل اليهود على أساس تلمودي متطرف في كل أنحاء العالم رغم اختلاف جنسياتهم .

نتنياهو "الأقل تطرفا" في حكوماته السابقة لا تعجبه الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وهي الوصاية التي تعترف بها كبرى الدول في العالم وتشيد بدورها وتدعو دائما لتعزيزها وهو الآن في حكومته الجديدة يريد إعادة الملف مرة أخرى قربانا لحلفائه المتطرفيين الذين يعتبرون أن الوصاية الهاشمية هي العثرة أمام تنفيذ أحلامهم اليائسة في الحرم القدسي الشريف من جهة ومصادرة أملاك الكنائس المسيحية والسيطرة عليها من جهة أخرى، ما يرتب على الأردن الوقوف بحزم أكبر وجدية عالية تمثلت فورا بتصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني الأخيرة حين حذر من أن استغلال القدس لأغراض سياسية قد يخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة وموجها حديثه بطريقة حازمة من أن الأردن مستعد لمواجهة أي جهة تريد أن تتجاوز الخطوط الحمراء خاصة فيما يخص الوضع الديني والتاريخي للقدس وخاصة الحرم القدسي الشريف ما يعني بوضوح موقف الدولة الأردنية في ذلك دون مساومة أو مهادنة، ولم ننسَ بعد كيف وقفت الدولة الأردنية قبل سنوات ضد كل أنواع الضغوطات لإفشال ما كانت تسمى بصفقة القرن والتي كانت مؤامراة واضحة ضد الأردن وضد فلسطين .

يجب الإعتراف الآن أننا نخوض حربا باردة مع نتنياهو وحكومته ونتمنى ألا تشتعل، فما زلنا مع سلام عادل وشامل يضمن للفلسطينيين اقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس، ونعلم تماما أن الأشهر القادمة ستكون صعبة وربما سنمر في أزمات جديدة ومطبات متنوعة على صعد مختلفة تحتم علينا جميعا الوقوف جنبا إلى جنب لكي نمر دون خسائر أو بأقلها مع الإستمرار بالجهد الدبلوماسي والسياسي الذي يقوده جلالة الملك لتوضيح مخاطر التطرف على المجتمع الدولي وفضح السياسات الإسرائيلية التي لا تؤمن بالسلام ولا تريده والتي تغذي بأفعالها واستفزازاتها كل حركات التطرف الديني في المنطقة والعالم، كما نحتاج جهدا إعلاميا وصحفيا استثنائيا ومستمرا هذه المرة لتوجيه البوصلة بشكل يومي تجاه الأقصى وفلسطين ونشر ذلك لكل العالم لفضح أهداف اليمين المتطرف في إسرائيل ونظرته للأردن وما يضمر لها من سوء إلى جانب الإستمرار في دعم السلطة الوطنية الفلسطينية فهي خط المواجهة اليومي مع الإحتلال ولها دور مهم في ملفات الإدارة المحلية اليومية ورفض الإستيطان والأسرى داخل سجون الإحتلال، فصمودها في الشهور القادمة يعني بقاء الأمل للسلام الذي نريده ولا يريده نتنياهو ! .

إن لدينا في الأردن مجتمعا قويا محصنا ومؤسسات دستورية راسخة لن يسمح الأردنيون باختراقها مهما كانت الأدوات المستخدمة، كما أن للأردن في المقابل أدوات كثيرة وقوية حتى داخل الأراضي المحتلة يستطيع استخدامها بعضها أو كلها متى شاء وإيقاف غلو حكومة نتنياهو ودفعها إما للسلام أو الإنتحار !.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :