facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تصدير الثورة


د.فايز ابو حميدان
12-01-2023 12:30 AM

إن نشر الثورة أو الايديولوجيا بشكل مفتعل ومقصود أو غير مقصود الى دول أو مجتمعات أخرى عبر التدخل المباشر أو غير المباشر يسمى تصدير الثورة.

ولهذا تاريخ طويل فمنذ نشوء المسيحية من اليهودية وعبر حملات التبشير الى مجيء مارتن لوثرفي القرن السابع عشر مروراً بحملات الغزو ونشر الدين الإسلامي فهذا كله نشر لأفكار دينية اما بالرضا أو بالقوة على شعوب وحضارات مختلفة.

وللثورة الفرنسية عام 1789 دور هام وتاريخي في تصدير الثورة وانشاء النظام الجمهوري وانتقال ذلك الى دول في أوروبا وامريكا وبشعار الحرية والمساواة والأخوة.

اما الثورة البلشفية عام 1917 في روسيا فكانت من الثورات التي حاول الأيديولوجيون الشيوعيون نشرها حول العالم حتى وصلت الى اسيا وامريكا اللاتينية وبعض الدول الافريقية والعربية مثل اليمن وتعتبر القومية العربية بقيادة جمال عبد الناصر عام 1962 أحد أوجه تصدير الثورة الى دول عربية أخرى. هذا حدث ايضاً في أمريكا اللاتينية من خلال تصدير الثورة الشيوعية عبر كوبا ولكن الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 كانت من أكثر الأحداث دموية في عصرنا الحالي لمحاولة نقلها الى دول عربية أخرى مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن والخليج العربي وما نتج عنها من معارك وعدم استقرار في هذه الدول بل وغير خارطة الشرق الأوسط بشكل عام.

تصدير الثورة هو أحد أنواع التدخل السياسي الاجتماعي الثقافي العسكري في دول ومجتمعات أخرى ومعظم طرق تصدير الثورات اصطحبت بالحروب وأودت بحياة الملايين من الناس وأدت الى اسقاط حكومات ومجتمعات بأكملها. ولهذه الحروب نتائج عكسية على الاقتصادات العالمية. فالثورة الفرنسية انشأت حروب متعددة في أوروبا وأدت الى حرب الاستقلال في أمريكا والثورة البلشفية كانت ناتج للحرب العالمية الأولى وانتهاء الدولة العثمانية، كما أن نشوء النازية في المانيا ونشر عقيدتهاأدى الى الحرب العالمية الثانية. والثورة الإسلامية في إيران كانت سبب للاضطهاد والفساد والتمييز الطائفي والعرقي وهي التي حولت سوريا ولبنان واليمن الى مراكز صراع جديدة. إن عدد ضحايا الثورة الفرنسية 300 ألف قتيل والحرب العالمية الأولى 17 مليون قتيل والحرب العالمية الثانية 70 مليون قتيل والحرب العراقية الإيرانية 1.5 مليون قتيل. اضافة الى الخسائر المادية التي اعادت الكثير من الدول الى عقود من التطورات وأدت الى انتشار الفقر والجريمة والفساد.

تصدير الثورة أدى ايضاً الى انقسامات في العالم بدأَ بالكنيسة والديانات الأخرى مروراً بانقسام العالم الى معسكرات متناحرة والمجتمعات الى طوائف ومحاور مما أدى الى التمييز بين الناس والاضطهاد الطائفي والتمييز العنصري.

ما جلبته تصدير الثورات من فوائد أهمها إنهاء دور الكنيسة والدين في الاستيلاء على السلطة وسيطرة النبلاء على الحكم الى تطوير في اللغة والثقافة ونشر العلوم والتطور والحد من التميز بين الرجل والمرأة.

إن فكر تصدير الثورة بالقوة سيكون ظاهرة سابقة، فالعصر الجديد والحضاري سيتأثر أقل من السابق في فرض الأيديولوجيات على شعوب أخرى ولكن هذا يتطلب تطوراً كبيراً يطمح له العالم ولن يأتي بالسرعة المرجوة.

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :