عمون- الحرباء تتميز بقدرتها على تغيير لون جسمها في فترة زمنية قصيرة لا تزيد عن نصف دقيقة. يعود ذلك إلى وجود خلايا خاصة في جسمها تُسمى كروماتوفورات الجلد، تحتوي على صبغة قابلة للتغير. تتفاعل هذه الصبغة مع خلايا أخرى تسمى الخلايا القزحية التي تحتوي على بلورات عاكسة. تتمدد خلايا الكروماتوفورات لتعكس الطول الموجي واللون الناتج عن ذلك. عندما تتفاعل خلايا الكروماتوفورات مع الخلايا القزحية، يمكن للحرباء أن تظهر بألوان مختلفة مثل الأزرق، الأحمر اللامع، والبرتقالي اللامع.
تُصنف الحرباء ضمن عائلة الحرابي (الاسم العلمي: Chamaeleonidae)، وهي مجموعة من السحالي الشجرية أو المتسلقة التي تتمتع بقدرة تغيير لون الجلد. تحتوي الحرباء أيضًا على أقدام مدموجة الأصابع تحتوي على غشاء رقيق بين الأصابع، وأسنان متصلة بحافة الفك، وعيون قابلة للحركة بحرية، ولسان طويل ورقيق وسريع الحركة. تملك الحرباء غددًا سُمية ضامرة تنتج كميات قليلة من السم غير الضار من لسانها.
يمكن للحرباء تغيير لونها لعدة أسباب، بما في ذلك استجابتها للضوء والتواصل والتعبير والتكيف مع البيئة والتحكم في درجة حرارة جسمها والتكاثر والدفاع عن النفس. على سبيل المثال، عندما تشرق أشعة الشمس في الصباح بعد ليلة مظلمة وباردة، تتوسع خلايا الكروماتوفورات وتتحول لون الحرباء من البني الفاتح إلى البني الغامق. وعندما يكون جسمها ساخنًا في فترة الظهيرة، تتقلص خلايا الكروماتوفورات ويعود لونها إلى البني الفاتح تدريجيًا.
تستخدم الحرباء أيضًا تغيير لونها كوسيلة للتواصل، حيث يتغير لون جلد الذكور خلال القتال، ويمكن للون معين أن يكون إشارة تحذير لغيرها من الحرباء بأنها غاضبة ويجب الابتعاد عنها. كما يستخدم الحرباء تغيير اللون أيضًا كوسيلة للدفاع عن النفس، حيث يمكنها أن تتحول إلى لون يشبه البيئة المحيطة بها لتخفي وجودها وتصعب رؤيتها بواسطة الحيوانات المفترسة.